نام کتاب : رسائل آل طوق القطيفي نویسنده : الشيخ أحمد آل طوق جلد : 1 صفحه : 49
وبيان حاجة
الناس إلى الرسل لا تُحصى وجوهها ، فلو لم يبعث الله الرسل لخربت الدنيا في ساعة ،
بل لم تعمّر ولا ساعة ، فلمّا كان الأمر كذلك وجب في حكمة الله تعالى أن يبعث
الرسل حكّاماً على اممهم يُعلّمون الناس كلّ خير ورشاد من أُمور الدنيا والآخرة ،
ويحذرونهم [ من [١] ] كلّ فساد ومهلك من أُمور الدنيا والآخرة.
اشتراط العصمة في النبيّ
ويجب أن يكون
الرسول أكمل أُمّته وأشرفهم عقلاً وحسباً ونسباً ، وفي كلّ صفةٍ في كلّ حالاته ،
فلا يجوز أن يكون في أُمّته مَن هو أشرف منه في صفة من الصفات ، أو حالة من
الحالات ؛ لأن الله سبحانه وتعالى عليم حكيم قادر عدل ، كما عرفت. وتحكيم الناقص
ولو بوجه واختياره للرسالة ولخلافة الله العامّة العظمى لا يكون إلّا لجهل بالأشرف
وعدم علم به ، أو لعدم القدرة على اختيار الأشرف وإرساله ، أو لجهل المرسِل
والمختار له بوضع الأشياء في غير مواضعها فليس بحكيم ، والله تعالى منزّه عن ذلك.
وأيضاً من
المعلوم أن الأشرف أولى من غيره ، فاختيار غيره للرسالة ظلم ، والله سبحانه وتعالى
عدل لا يجور.
وأيضاً الله
تعالى قادر على أن يجعل رسله كذلك ، فإرساله ناقصاً ولو بوجه ينافي قدرته وحكمته
وعلمه وعدله.
صفات النبيّ
ويجب أن يكون
الرسول كامل العقل من حين الولادة ، لا يجري عليه ما يجري على سائر الأطفال من
أُمور الجهل ونقص العقل ، وإلّا لاحتاج إلى معلّم بشري ،