نام کتاب : رسائل آل طوق القطيفي نویسنده : الشيخ أحمد آل طوق جلد : 1 صفحه : 181
وما ذكرناه
كلّه مقتضى العدل والرحمة الواسعة ، فتدبر أدلّة العدل تجدها دالّة على جميع ما
فصّلناه.
مناقشة المازندراني في شرحه للخبر
وقال الفاضل المازندرانيّ : في شرح هذا الخبر : ( تفصيل
المقام أن ما في النفس ثلاثة أقسام :
الأوّل
: الخطرات التي
لا تُقصد ولا تستقرّ ، وقد مرّ أنه لا مؤاخذة بها ولا خلاف فيه بين الأُمّة ) [١].
أقول
: إن أراد كما
هو الظاهر وبمعونة تقييده الثاني بالاختيار ـ : مجرّد تصوّر الطاعة أو المعصية
عموماً أو خصوصاً ، أو معناهما ، أو كيفيّة فعلهما ، أو الخطرات التي تخطر على
النفس قهراً من غير همّ بهما وعزمٍ على فعلهما ، فلا شكّ أنه لا يُؤاخذ بتصوّر
المعصية كذلك ، ولا يُثاب بتصوّر الطاعة حينئذٍ كذلك ؛ إذ ليس هذا من عمل القلب
ولا البدن ، والنصّ والإجماع وقواعد العدل تدلّ على ذلك.
أما لو خطر
بباله فعل الطاعة وحسنها ليأمر بها ، أو لينوي فعلها ، أُثيب. وكذا لو خطر بباله
فعل المعصية وخبثها لينهى عنها وينتهي ، أُثيب بتلك الأدلّة القاطعة. ولو خطر
بباله فعل المعصية ليأمر بها أو يأتمر ، أو طلب معرفتها لذلك ، أثم ، وعوقب ؛ لما
مرّ.
ثمّ
قال رحمهالله : ( الثاني : الهمّ ، وهو حديث النفس اختياراً أن تفعل ما يوافقها أو
يخالفها ، أو إلّا تفعل ، فإن كان ذلك حسنة كُتبت له حسنة واحدة ، فإن فعلها كُتبت
له عشر حسنات ، وإن كانت سيّئة لم تُكتَب عليه ، فإن فعلها كُتِبَت عليه سيّئة
واحدة.
كلّ ذلك مقتضى
أحاديث هذا الباب ، ولا خلاف فيه أيضاً بين الأُمّة ، إلّا إن بعض العامّة صرّح
بأن هذه الكرامة مختصّة بهذه الأُمّة ، وظاهر هذا الحديث أنها