نام کتاب : رسائل آل طوق القطيفي نویسنده : الشيخ أحمد آل طوق جلد : 1 صفحه : 177
شرح
الرواية
إذا عرفت هذا ،
فلنرجع إلى الكلام على الخبر المبحوث عنه ، فنقول : قوله عليهالسلام إن الله تبارك وتعالى جعل أي منّ بفضل رحمته التي وسعت كلّ شيء ، وأنعم ،
ووهب لآدم : ؛ لأنه كتب على نفسه الرحمة. والمراد بآدم : هو أبو البشر ، أو آدم
الأوّل : الذي هو أب لألف ألف آدم : وما نسلوا. كلّ منهما معنى مراد ، وعلى كلّ منهما
فهذا التفصيل والمنّ عامّ لجميع البشر.
ويدلّ على
إرادة الثاني [١] ما رواه القمّيّ : في تفسيره من خبر المعراج عن أبي عبد
الله عليهالسلام : وفيه إن الله أوحى لحبيبه محمد صلىاللهعليهوآله : أن مَن هَمّ من أُمّتك بحسنة يعملها فعملها كتبتُ له
عشراً ، وإن لم يعملها كتبتُ له واحدة ، ومَن هَمّ مِن أُمّتك بسيّئة فعملها كتبتُ
له واحدة وإن لم يعملها لم أكتب عليه شيئاً [٢]. والخبر طويل أخذنا منه موضع الحاجة بمعناه وأكثر
ألفاظه.
وليس بين
الخبرين منافاة ؛ فإن امّة محمّد : من ذرّيّة آدم : البشريّ ، ومحمَّد صلىاللهعليهوآله : باب كلّ جود يفيض من المعبود ، فقد منّ على الأبوين
بأن جعل لكلّ منهما في ذرِّيَّته أي ما ولد وتناسل منه بلا واسطة أو بواسطة أو
وسائط ، حسّا أو عقلاً ، فكلّ منهما ذرّيّته بحسبه ، مَنْ هَمَّ بحسنة أي عزم على
فعلها عزماً مستقرّاً ونواه ؛ فإن كانت واجبة وعملها أُثيب على نيّته وعمله ، وإن
لم يعملها ؛ فإن كان تركه لحائل قهريّ