غير
ذلك لهلك. وما يتقرب إليّ عبدي [١] بشيء أحب مما افترضت
عليه ، وإنه ليتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبّه. فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به
وبصره الذي يبصر به ، ولسانه الذي ينطق به ، ويده التي يبطش بها ؛ إن دعاني أجبته
، وإن سألني أعطيته» [٢].
تقرير
الإشكال
أقول
: والإشكال في
هذا الخبر الشريف في موضعين :
أحدهما
: في نسبة
التردّد إليه تعالى ، فإن التردّد في الامور إنما يكون للجهل بعواقبها ، أو لعدم
الثقة بالتمكن منها لمانع ونحوه ، والله سبحانه يجل عن ذلك. وهذا المضمون قد ورد
أيضا في جملة من أخبارنا غير الخبر المذكور ، كما رواه في (الكافي) [٣].
وقد ورد أيضا
في روايات العامّة كما نقله بعض مشايخنا عن (جامع الاصول) [٤] ، و (الفتوحات)
[٥] ، و (المشكاة) [٦] ، وغيرها [٧].
وثانيهما
: في قوله : «كنت سمعه الذي يسمع
به» ـ إلى آخره ـ لاستلزامه
الاتّحاد ، وهو ممتنع عقلا ونقلا ؛ لأن هذه الأعضاء مختلفة الحقائق والآثار ،
واستحالة اتّحاد شيء من الأشياء معها أمر ضروري لا يقبل الإنكار [٨] ، إلّا من
أعمى الله بصر بصيرته ، فقابل بالعناد والاستكبار.