لمّا لم يكن مطلق
القياس المستنبط العلّة ـ وهو الذي سمّيناه مرجوح التأثير ـ حجّة عندنا ، وكان
لاستنباط العلّة عند القائسين طرق ـ كما عرفت [١] ـ فلا بدّ لنا
أوّلا من إبطاله بقول مطلق ، ثمّ تفصيل القول في كلّ واحد منها وتضعيفه.
فنقول : لنا على
بطلانه وجوه :
منها : إجماع
العترة عليهمالسلام على ردّه ؛ فقد تواتر عند الفريقين إنكارهم له ، ومنع
شيعتهم عن العمل به حتّى قال بعض العامّة : قد اشتهر عن أهل البيت إنكار القياس ،
كما اشتهر عن أبي حنيفة والشافعي العمل به [٢].
ومنها : الآيات [٣] والأخبار الناهية عن اتّباع مطلق الظنّ [٤] ، خرج ما خرج
بدليل فيبقى الباقي.
ومنها : اشتهار
إنكاره عن أكثر الصحابة ، منهم : الشيخان وابن عباس. وإنكار عليّ عليهالسلام وذمّه له أشهر من أن يخفى [٥].
ومنها : شيوع ذمّ
العمل بالرأي عن الصحابة ، سيّما عن الخلفاء الأربعة وابن عمر وابن مسعود ، والعمل
بالقياس منه [٦].
ومنها : قوله صلىاللهعليهوآله : « ستفترق امّتي على بضع وسبعين فرقة أعظمهم فتنة قوم يقيسون الامور برأيهم
» [٧] ، وقوله صلىاللهعليهوآله : « تعمل هذه برهة بالكتاب ، وبرهة بالسنّة ، وبرهة
بالقياس ،