نام کتاب : لماذا الاختلاف في الوضوء نویسنده : الشهرستاني، السيد علي جلد : 1 صفحه : 82
الرشيد والوضوء
ولما آل الأمر إلى هارون الرشيد ـ الذي تعدّ
فترة حكمه أوج قوة العصر العباسي وعصرها الذهبي ـ نحا نفس منحى أسلافه في
عدم قبول الإمام علي وابن عباس ، وإن كان الأخير جَدَّهم ـ ورفض منهج اهل
البيت الفكري والفقهي ، فما أن دار الحوار السابق بين المهدي وشُرَيك ،
حتّى قدم هارون الرشيد الكوفة يعزل شريكاً عن القضاء [١]
، وليس لنا حاجة هاهنا إلى شرح ظلم الرشيد للعلويين ، ولكنّ الذي نريد
التأكيد عليه هو محاربته إياهم فقهيّاً إضافة إلى محاربتهم سياسياً
وعسكريّاً.
فقد جاء رجل إلى الرشيد يخبره عن مكان يحيى
بن عبدالله بن الحسن ، ووصف له شكله ولباسه وهيئته وجماعته ، فلم يطمئن الرشيد بل سأله : أوَ تعرف يحيى ؟
قال : قديماً ، وذاك الذي حقّق معرفتي بالأمس
له.
قال : فصِفْه لي.
قال : مربوع ، أسمر حلو السمرة ، أجلح ،
حسن العينين ، عظيم البطن.
قال : هو ذاك ، فما سمعته يقول ؟
قال : ما سمعته يقول شيئاً ، غير أنّي لمّا
رأيته غلاماً له أعرفه ، لمّا حضر وقت صلاته فأتاه بثوب غسيل فألقاه في
عنقه ونزع جبته الصوف ليغسلها ، فلمّا كان بعد الزوال صلّى صلاة ظننتها
العصر ، أطال في الأولتين وحذف الأخيرتين.