نام کتاب : لماذا الاختلاف في الوضوء نویسنده : الشهرستاني، السيد علي جلد : 1 صفحه : 21
المقدس يوازن بين الفئتين
، ويبيّن الفرقة الحقّة ، والمسار الصحيح ، وأنّ التعبّد المحض هو سبيل
النجاة ، وهو مراد الله سبحانه وتعالى لا الاجتهاد والرأي وتفسير الأمور
وفق الأذواق والأهواء والأمزجة والعقائد الموروثة ، فقال تعالى : (
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا
كَانُوا مَعَهُ عَلَىٰ أَمْرٍ جَامِعٍ لَّمْ يَذْهَبُوا حَتَّىٰ
يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ
يُؤْمِنُونَ بِاللهِ )[١] ، فقد قرّر القرآن
في هذه الآية الكريمة أنّ استئذان النبي صلىاللهعليهوآله
يساوق الإيمان بالله ، وذلك لِما لهؤلاء المستأذنين من عقيدة راسخة وفهم صحيح لوجوب إطاعة النبي صلىاللهعليهوآله
والالتزام بما يقوله ويفعله ، بخلاف الآخرين الذين لا يرون هذه الرؤية
ويذهبون إلى خلافها ، أو أنّهم يفسّرونها طبق آرائهم واجتهاداتهم.
وغيرها من الآيات المباركة التي تتحدث بهذا
الصدد.
المجتهدون في زمان النبي صلىاللهعليهوآله
وقد كان للمجتهدين في
زمن النبي صلىاللهعليهوآله
أثر كبير ، بحيث سوّغوا لأنفسهم العمل بأعمال نهى عنها النبي صلىاللهعليهوآله
أو لم يأمر بها ، وتعدّوا حدودهم فراحوا يعترضون على النبي صلىاللهعليهوآله
اعتراض ندٍّ قرين ، ويجتهدون أمام النص الصريح.
فمن ذلك ما فعله خالد بن الوليد من الوقيعة
ببني جذيمة في السنة الثامنة للهجرة ، حيث بعثه رسول الله صلىاللهعليهوآله
داعياً للإسلام ولم يبعثه مقاتلاً ،