نام کتاب : عصمة الأنبياء نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 1 صفحه : 28
والذي نقول : إن الأنبياء عليهم الصلاة
والسلام معصومون في زمان النبوة عن الكبائر والصغائر بالعمد. أما على سبيل السهو
فهو جائز ويدل على وجوب العصمة وجوه خمسة عشرة :
( الحجة الأولى ) لو صدر الذنب عنهم
لكان حالهم في استحقاق الذم عاجلا والعقاب آجلا أشد من حال عصاة الأمة ، وهذا باطل
، فصدور الذنب أيضا باطل.
بيان الملازمة : أن أعظم نعم اللّه على
العباد هي نعمة الرسالة والنبوة وكل من كانت نعم اللّه تعالى عليه أكثر كان صدور
الذنب عنه أفحش وصريح العقل يدل عليه ، ثم يؤكده من النقل ثلاثة وجوه :
( الأول ) قوله تعالى : (يٰا نِسٰاءَ اَلنَّبِيِّ لَسْتُنَّ
كَأَحَدٍ مِنَ اَلنِّسٰاءِ)[١] وقال تعالى : (يٰا نِسٰاءَ اَلنَّبِيِّ مَنْ
يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفٰاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضٰاعَفْ لَهَا
اَلْعَذٰابُ ضِعْفَيْنِ)[٢].
( الثاني ) أن المحصن يرجم وغيره يجلد.
( الثالث ) أن العبد يحد نصف حد الحر.
فثبت بما ذكرنا أنه لو صدر الذنب عنهم
لكان حالهم في استحقاق الذم العاجل والعقاب الآجل فوق حال جميع عصاة الأمة ، إلا
أن هذا باطل بالإجماع فإن أحدا لا يجوز أن يقول إن الرسول أحسن حالا عند اللّه وأقل
منزلة من كل أحد. وهذا يدل على عدم صدور الذنب عنهم.
( الحجة الثانية ) لو صدر الذنب عنهم
لما كانوا مقبولي الشهادة لقوله تعالى : (يٰا
أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جٰاءَكُمْ فٰاسِقٌ بِنَبَإٍ
فَتَبَيَّنُوا)[٣]