نام کتاب : عصمة الأنبياء نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 1 صفحه : 26
فصل
( في شرح
الأقوال والمذاهب في هذه المباحث والمطالب )
( أعلم ) أن الاختلاف في هذه المسألة
واقع في أربعة مواضع :
( الأول ) ما يتعلق بالاعتقادية. واجتمعت
الأمة على أن الأنبياء معصومون عن الكفر والبدعة إلا الفضيلية من الخروج فإنهم
يجوزون الكفر على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. وذلك لأن عندهم يجوز صدور الذنوب
عنهم ، وكل ذنب فهو كفر عندهم ، فبهذا الطريق جوزوا صدور الكفر عنهم ، والروافض
فإنهم يجوزون عليهم إظهار كلمة الكفر على سبيل التقية [١].
( الثاني ) ما يتعلق بجميع الشرائع والأحكام
من اللّه تعالى ، وأجمعوا على أنه لا يجوز عليهم التحريف والخيانة في هذا الباب لا
بالعمد ولا بالسهو ، وإلا لم يبق الاعتماد على شيء من الشرائع.
( الثالث ) ما يتعلق بالفتوى. وأجمعوا
على أنه لا يجوز تعمد الخطأ فأما على سبيل السهو فقد اختلفوا فيه.
[١]ـ قال أبو محمد بن
حزم رحمه اللّه في الملل والنحل : « فذهبت طائفة الى أن الرسل صلى الله عليهم وسلم
يعصون اللّه في جميع الكبائر والصغائر عمدا ، حاش الكذب في التبليغ فقط. وهذا قول الكرامية
من المرجئة ، وقول ابن الطيب الباقلاني من الاشعرية ومن تبعه ، وهو قول اليهود والنصارى
، وسمعت من يحكي عن بعض الكرامية أنهم يجوزون على الرسل الكذب في التبليغ. واما
هذا الباقلاني فانا رأينا في كتاب صاحبه ابي جعفر السمناني قاضي الموصل أنه كان
يقول : كل ذنب دق أو جل فانه جائز على الرسل حاش الكذب في التبليغ فقط. قال : وجائز
عليهم أن يكفروا.
نام کتاب : عصمة الأنبياء نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 1 صفحه : 26