نام کتاب : أهل البيت عليهم السلام سماتهم وحقوقهم في القرآن الكريم نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 96
الروايات الكثيرة
الواردة في هذا المضمار.
السوَال الثالث : هل العصمة الموهوبة مفخرة؟
وهذا سوَال ثالث يتردد في المقام وفي
غيره ، وقد طرحناه عند البحث عن العصمة على وجه الاِطلاق ونطرحه هنا بشكل آخر ، وهو
انّ عصمة أهل البيت لو كانت أمراً موهوباً من اللّه سبحانه كيف يمكن أن تعد مفخرة
لاَهله؟
والاِجابة عن هذا السوَال واضحة بعد
الوقوف على معنى العصمة الموهوبة لهم ، وقد عرفت أنّ المراد من هبتها لهم هو إعطاء
المقتضيات والمعدات لهم التي لا تسلب الاختيار عنهم وهم بعد قادرون على الطاعة
والعصيان والنقض والاِبرام ، والسائل تخيل انّ العصمة الموهوبة هي نفس ترك العصيان
والمخالفة ، فزعم أنّ شيئاً مثلها لا يعد فخراً ولا يوجب ثناءً ، وقد أوضحنا هذا
في السوَال السابق ، فراجع.
السوَال الرابع : هل الآية تدل على فعلية التطهير؟
وربّما يقال : إنّ أقصى ما تدل عليه
الآية هو إخباره سبحانه عن أنّه يريد إذهاب الرجس عن أهل البيت وتطهيرهم ، وليس في
الآية ما يدل على تحقّق هذه الاِرادة بالفعل ، وانّها صدرت منه سبحانه ، مع أنّ
القائلين بعصمة أهل البيت يذهبون بدلالتها على اتصافهم بالعصمة ، وفي هذا الصدد
ينقل الشيخ زين الدين البياضي العاملي إشكالاً عن المخالف ويقول : (يريد) لفظ مستقبل ، فلا دليل على وقوعه[١].