حيث يستفاد منه أنّ جاعل الإمامة هو
اللّه تعالى ، وأنّها عهد من اللّه تعالى ، وأنّ هذا العهد لا ينال الظالم ، ومن
المعلوم أنّ العهد يكون بين الطرفين المتعاهدين فقط دون غيرهم .. وتقديم (إنّي) في الخطاب بقوله : (إنّي جاعلك) ، لا «جعلتك» يفيد إنحصار الجعل به
تعالى.
وقد فسّر هذا العهد بالإمامة من قبل
الخاصّة والعامّة ، فقد روي ذلك عن الإمامين الهمامين أبي جعفر الباقر وأبي
عبداللّه الصادق عليهماالسلام
، كما فسّره بها مجاهد بن جبر المكّي من العامّة ، فيما حكاه الشيخ الطوسي في
التبيان [٢].
٣ ـ قوله تعالى : (وَإِذْ
قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الاْءَرْضِ خَلِيفَةً)[٣]
حيث يستفاد منه أيضا أنّ الخلافة الإلهية تكون بجعل اللّه تعالى ونصبه ، وأنّ هذا
الجعل من شؤون اللّه تعالى شأنه ، مع أنّ مقتضى نفس الإستخلاف هو أن لا يكون إلاّ
من المستخلف لا من غيره .. وخليفة الربّ يلزم أن يُنصب من جانب الربّ لا من جانب
الناس ، وهذا معنى ظاهر ، لا شكّ فيه ولا رادّ عليه.
٢
ـ وأمّا السنّة :
فهي دالّة أيضا على لزوم كون تعيين
الإمام من اللّه الملك العلاّم ، في أحاديث مثل :