نام کتاب : العقائد الحقّة نویسنده : الصدر، السيد علي جلد : 1 صفحه : 28
لدوامها.
وكفى بها آيةً تدفع الريب وترفع الشكّ
عن وجود فاطر السماوات والأرضين ، الذي يؤمن به كلّ من تدبّر وفكّر فيها من
المسلمين والكافرين.
٢
ـ دليل السنّة :
وقد أفاض نبيّ الإسلام وأهل بيته الكرام
، الأنوار اللامعة ، والحِكَم البارعة في إثبات وجود اللّه تعالى بمتواتر الحديث
بل فوق التواتر من الأحاديث المفيدة للعلم واليقين بوجود اللّه الحقّ المبين كما
تلاحظها بكثرتها في جميع كتب التوحيد ، وربّما تزيد على مئة حديث ، ومن ذلك ما
نقتطفه من الأحاديث التالية :
١ ـ الحديث العلوي الشريف المروي عن
أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه :
«ولو فكّروا في عظيم القدرة وجسيم النعمة لرجعوا
إلى الطريق وخافوا عذاب الحريق ، ولكنّ القلوب عليلة والأبصار مدخولة[١]، أفلا ينظرون إلى
صغير ما خلق ، كيف أحكم خلقه ، وأتقن تركيبه ، وفلق له السمع والبصر وسوّى له
العظم والبشر.
انظروا
إلى النملة في صغر جثّتها ولطافة هيأتها لا تكاد تنال بلحظ البصر ولا بمستدرك
الفكر ، كيف دبّت على أرضها وضنّت على رزقها [٢]، تنقل الحبّة إلى جحرها وتعدّها في مستقرّها ،
تجمع في حرّها لبردها وفي ورودها لصدورها ، مكفول برزقها ، مرزوقة بوفقها ، لا
يغفلها المنّان ولا يحرمها الديّان ، ولو في الصفا اليابس