الثاني : الطاعات يتحسرون عليها لِمَ
لَمْ يعملوها. وروي عن أبي جعفر عليهالسلام
أنه قال : « هو الرجل يكتسب المال ولا يعمل فيه خيراً فيرثه من يعمل فيه عملاً صالحاً ، فيرى الأول ما كسبه حسرة في ميزان غيره ».
الثالث : الثواب : فان الله يريهم
مقادير الثواب التي عرضهم لها لو فعلوا الطاعات فيتحسرون عليه ـ لم فرطوا فيه ـ ورجح الشيخ الطوسي [١] والفخر الرازي [٢] القول الأول وكذلك ذهب اليه العلامة
الطباطبائي ، [٣] والزمخشري ، [٤] والمراغي ، [٥] والشيخ محمد عبده. [٦] أما العلامة الطبرسي فقال : الآية محتملة لجميع الوجوه ، فالأولى الحمل على العموم. [٧]
وحملها على الوجه الأول وهو المعاصي واتخاذ المتبوعين انداداً واتباعهم لهم ، كما تشير اليه الآية ، أولى.
وقوله : ( وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ )
، قال البيضاوي : أصله وما يخرجون ، فعدل به إلى هذه العبارة للمبالغة في الخلود والاقناط عن الخلاص والرجوع إلى الدنيا. [٨]
وقال القرطبي : قوله ( وَمَا هُم
بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ ) دليل على خلود الكفار فيها ، وأنهم لا يخرجون منها ، وهذا قول أهل السنة لهذه الآية ولقوله تعالى : ( وَلَا يَدْخُلُونَ
الْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ )[٩]. [١٠]
وقال العلامة الطباطبائي : فيه حجة على
القائلين بانقطاع العذاب من طريق الظواهر. [١١] وذلك كون ظاهر الآية صريحة في عدم
الخروج ولا يقبل التأويل.