العذاب الدائم ، لكن
آلامها متفتة متجددة على الاستمرار بلا انقطاع ، والجلود فيها متبدلة ،
وليس هناك موضع راحة واطمئنان ، لأن منزلتها من ذلك العالم منزلة عالم
الكون والفساد من هذا العالم. [١]
واعتبر المحشون والمعلقون على كتب
صدرالدين الشيرازي عبارة الشيخ هذه بأنها تدلّ على رجوع عن الخلود النوعي ،
فقال الخواجوي : وليعلم أن المصنف ( قدس سره ) في كتابه ( الحكمة العرشية )
صرح بدوام الخلود وتسرمد العذاب. [٢]
وقال جلال الدين الآشتياني في تعليقه
على شواهد الربوبية : مسألة خلود الكفار وانقطاع العذاب عنهم ، لا يلائم
القواعد العقلية والآثار الواردة عن حملة الوحي عليهم السلام ، وقد عدل عن
هذا القول المصنف العلامة. [٣]
أما المحقق المتأله ملاهادي السبزواري ،
فقد قال في تعليقته على شواهد الربوبية : وبعض كلمات المصنف ( قدس سره )
متشابهة ، ولكن كلامه في رسالته المسماة بالحكمة العرشية محكم ، فليرد
المتشابه إلى المحكم. [٤]
ولكن أحد المعاصرين [٥] أصر
على عدم رجوع العلامة صدرالدين الشيرازي عن نظرية الخلود النوعي بحجة أن
قوله في العرشية بدوام العذاب لايتنافى مع الخلود النوعي ، وما انكشف
لصدرالدين الشيرازي ورجع عنه هو نظرية تبدل العذاب إلى العذب ، والنقمة إلى
النعمة ، فقال : ويدل على ما قلناه ما نقله في نفس كتاب العرشية من عبارات
مفصلة عن ابن عربي يشير فيها إلى تبدل العذاب إلى العذب ، والتذاذ الكفار
بالنار والعقارب والحيات ، قبل أن