السادسة : قولهم في
معاصي الموالين للائمة وعدم الموالين
يذهب الاسماعيلية إلى أن الموالين
للأئمة والمطيعين لهم والعارفين بفضلهم والمحبين لهم ، أولئك أهل الذين
سبقت لهم منّا الحسنى ، لأن محبة وصي النبي ومعرفة فضله حسنة لاتضر معها
سيئة ، لأن من تولّاه حقيقة الولاء لم تضره السيئات. [١]
ويقول إخوان الصفا : الكفار يوم القيامة
يخسرون أعمالهم ولا ينفعهم منها قليل ولا كثير ، وتغبن سيئاتهم حسناتهم فلا
تفي ، بها وتغبن حسنات الذين آمنوا سيئاتهم ولا تضرهم ولا يؤخذون بها إذا
كان رأس حسنات الذين آمنوا معرفة الله سبحانه وتعالى ومعرفة أوليائه
وطاعتهم ، ولا معصية تضرهم إذا أدّوا ما يجب عليهم ، وما يكاد يزلّ بهم
القدمان جميعاً ، وإذا زلّت بأحدهم قدم اعتمد على الاخرى ، ورأس معاصي
الذين كفروا الشرك بالله ومجد منازل أوليائه والتكبر عليهم والخروج عن
طاعتهم ، ولا حسنة تنفعهم بعد ذلك من صلاة أو صيام ، ولا عمل ، كما قال
الله عزّوجلّ : ( وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ
عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا ) ، [٢].
[٣] فالمعيار في قبول الأعمال عند
الاسماعيلية هو
طاعة الأئمة والكافرون بولاية الأئمة لا تقبل أعمالهم مهما بلغت هذه
الأعمال ، وقد أشار إلى هذا أيضاً جعفر منصور اليمن بقوله : فمن كفر بولاية
أمير المؤمنين ولقي الله بذلك ، أحبط الله عمله ، وأضلّ سعيه وجعله هباءً
منثوراً ، وأكبهم على وجوههم في النار ، وأنه ليوافي الرجل منهم يوم
القيامة ، ولو أن له أعمالاً كالجبال الرواسي ، ولم يلق الله بولاية أمير
المؤمنين ، فلا
ينفعه عمله ، وقال الله عزّ وجلّ : (
وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً
مَّنثُورًا ).
[٤]