واستدلوا بهذه الآية بأن الله توعد كل عاص
على العموم بالخلود في النار ، والخلود هو الدوام ، والفاسق عاص كما أن
الكافر عاص ، وإخلاف الوعيد يكشف عن الكذب ، والكذب قبيح ، والله تعالى لا
يفعل القبيح. والذي يدل على عمومية الوعيد أن لفظة ( من ) إذا وقعت على هذا
الوجه في الشرط والجزاء اقتضت استغراض كل عاقل بدليل صحة الاستثناء ، وصحة
الاستثناء يدل على الاستغراق.
٢. قوله تعالى : (
وَمَن يَقْتُلْ
مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ
اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا )[٣] وهذه الآية عند الزيدية من الآيات الخاصة لأهل الكبائر غير المخرجة من الملة.
٣. قوله تعالى : ( وَمَا هُمْ عَنْهَا
بِغَائِبِينَ )
، [٤] قالوا : الضمير للفجار وهو يعم كل عاص.
٤. قوله تعالى : ( بَلَىٰ مَن
كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )[٥]
قالوا : ولم يفصّل تعالى في هذه الآية بين الكافر والفاسق.
٥. قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ
الْأَدْبَارَ ـ إلى قوله : ـ
.. فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ
الْمَصِيرُ ).
[٦]