ووضحه العلامة الحلي ( المتوفىٰ
٧٢٦ ه ) بقوله : إنّا إذا فرضنا استحقاق المكلف خمسة أجزاء من الثواب
وعشرة أجزاء من العقاب ، وليس إسقاط إحدى الخمستين من العقاب الخمسة من
الثواب أولى من الأخرى ، فأما أن يسقطا معاً وهو خلاف مذهبه ، أو لا يسقط
شيء منهما وهو المطلوب. ولو فرضنا أنه فعل خمسة أجزاء من الثواب وخمسة
أجزاء من العقاب فإن تقدم إسقاط أحدهما للآخر لم يسقط الباقي بالمعدوم ،
لاستحالة صيرورة المعدوم والمغلوب غالباً ومؤثراً ، وإن تقارنا لزم وجودهما
معاً لان وجود كل منهما ينفي وجود الآخر ، فيلزم وجودهما حال عدمهما ،
وذلك جمع بين القيضين. [١]
٢. إن الايمان هو التصديق ، وهو علة في
استحقاق الثواب ، وهو باقٍ قبل المعصية وبعدها ، فاذا كانت العلة موجودة
وجب وجود معلولها وهو المطلوب ، فيبطل الاحباط والموازنة معاً. [٢]
نقد الأدلة المعتزلة
في خلود مرتكب الكبيرة في النار
١. الأدلة العقلية
الأول : دليل المنع عن الاستحقاق
والتفضل ، وهذا الدليل مبني على الاحباط ، لأن المستدل قال : ولا يجوز أن
يدخل الجنة مثاباً لأنه غير مستحق ، بناءً على أن طاعاته قد أحبطت بارتكاب
الكبيرة فلا يستحق ثواباً. وقد أبطلنا الاحباط ، فيبطل الدليل أيضاً.
الثاني : دليل المنع من اجتماع استحقاق
الثواب والعقاب ، وهذا الدليل باطل أيضاً لوجوه :
[١].
شرح التجريد ، ص ٤٤٠ ؛ وراجع : مناهج اليقين في اصول الدين ، ص ٣٥٣ ، تلخيص المحصل
، ص ٣٩٨ ؛ اللوامع
الالهية
، ص ٣٨٩ ؛ شرح المواقف ، ج ٤ ، ص ٣٣٨ ، ٣٣٩.