responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الخلود في جهنّم نویسنده : محمد عبد الخالق كاظم    جلد : 1  صفحه : 116

( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) [١] حيث عطف سبحانه وتعالى العمل الصالح على الايمان ، والعطف يقتضي المغايرة ، ولو كان العمل من الايمان لكانت الآية تكريراً. [٢]

فالايمان ليس من عمل الجوارح ، بل هو من أعمال القلب ، لقوله تعالى : ( ...أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ ... ) ، [٣] وقوله تعالى : ( ... إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ ... ) [٤] ، [٥] وعلى هذا فمرتكب الكبيرة لا يخرج بارتكابه المعصية عن الايمان ، ويصدق عليه مؤمن ، ولكنه يقيد بالفسق ، فهو مؤمن بتصديقه ، وفاسق بارتكابه المعصية ، وبناءً على ذلك يبطل أيضاً قولهم بأن مرتكب الكبيرة في منزلة بين منزلتي المؤمن والكافر ، لأن مرتكب الكبيرة عندهم ليس بمؤمن.

٢. نقد قولهم في الاحباط

قال المتكلمون : إنه لا خلاف في أن الكفر يزيل استحقاق ثواب الطاعات السابقة والايمان يزيل استحقاق العقاب السابق ، فيمكن أن يقال باشتراط وصول ثواب الطاعات على عدم حصول الكفر والموت على الايمان ، وكذا حصول العقاب بالكفر مشروط بعدم الايمان والموت على الكفر ، والقرآن الكريم صريح في ذلك : ( ... لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ ... ) ، [٦] وما يدلّ على قبول التوبة قبل الموت وسقوط الذنب حينئذ صريح في عكس ذلك. وإنما الخلاف في المؤمن الذي ارتكب الكبائر ، فهل يجوز في حقه اجتماع استحقاق الثواب والعقاب من غير أن يحبط أحدهما الآخر أم لا ؟ والمعتزلة ـ


[١]. البقرة ، ٢٧٧ ؛ يونس ، ٩ ؛ هود ، ٢٣ ؛ الكهف ، ٣٠ ، ١٠٧.

[٢]. راجع : اللوامع الالهية ، ص ٣٩١ ؛ العلامة الحلي ، شرح الياقوت ، ص ١٧٩.

[٣]. المجادلة ، ٢٢.

[٤]. النحل ، ١٠٦.

[٥]. راجع : المصدر السابق.

[٦]. الزمر ، ٦٥

نام کتاب : الخلود في جهنّم نویسنده : محمد عبد الخالق كاظم    جلد : 1  صفحه : 116
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست