« قوله تعالى : وألقُوهُ
في غَيابَتِ الجُبّ
بفتح الغين ، اي في قعره.
سمى به لغيبوبته عن أعين الناظرين ، وكل شيء غيب عنك فهو غيابة ... ، وما من غائبة اي ما من شيء شديد الغيبوبة والخفاء ... ».
« والغيب أيضاً ما غاب عن العيون وإن
كان محصلاً في القلوب ، ويقال : سمعت صوتاً من وراء الغيب : أي من موضع لا
أراه ... ، وقد تكرر في الحديث ذكر الغيب ، وهو كل ما غاب عن العيون ».
ومن الحقائق الثابتة أن الامام المهدي عليهالسلام غائب عن العيون
وخفيّ عن الأبصار مع كونه موجوداً بيننا ، بل محوراً لوجود عالمنا ، ومتصرفاً في شؤوننا.
وقد عرفت في البحث السابق الأخبار
والاخبارات العلمية بغيابه ، والأدلّة الوجدانية على وجوده مع غيبته.
والسؤال المطروح بدواً هنا هو أنه لماذا
غاب الامام عليهالسلام
هذه القرون الطويلة؟
الجواب : أن لغيبته عليهالسلام أسباباً وحكماً
تدعوا اليها وتوجب حصولها ، وسيأتي ذكرها ، حِكَم خمسة كاملة.
لكن لابد من بيان مقدّمة في هذا المجال
بدواً ، تفيدنا على صعيد معرفة