الإسلامي ، ولم
يتمكّن من إعادة هذا المجتمع إلى طريق الحقّ والعدالة اللاّحب ، إذ وقفت في وجهه
فئات من المنافقين والنفعيين ، ومَنْ كان يحمل في نفسه البغض والكره لله ولرسوله، وقد
أكّد ذلك في خطبته الشقشقية بقوله عليهالسلام
: «فلمّا
نهضتُ بالأمر نكثت طائفة [١] ، ومرقت [٢]
اُخرى ، وقسط آخرون [٣] ، كأنّهم لم يسمعوا
كلام الله سبحانه يقول : (تِلْكَ الدَّارُ
الآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأَرْضِ وَلا
فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)[٤].
بلى والله ، لقد سمعوها ووعوها ، ولكنّهم حليت الدنيا في أعينهم ، وراقهم زبرجها»
[٥].
مع أبيه عليهالسلام في إصلاح الاُمة :
لقد بادر الإمام عليّ عليهالسلام إلى إعادة الحقّ
إلى نصابه ، والعدل إلى سيادته ، مُحيياً سنّة رسول الله صلىاللهعليهوآله في الاُمّة ، مُنتهجاً
الطريق القويم. وما أسرع ما وقفت قوى الضلال ضدّ إصلاحات الإمام عليهالسلام في مجال الإدارة ، وفي
مجال توزيع الأموال ، وفي مجال العدل في القضاء ، وفي مجال مراعاة شؤون الرسالة
وشؤون المسلمين!
ولم يتردّد عليهالسلام في التحرّك لفضح
خطّ النّفاق والقضاء على الفساد واجتثاث جذوره ؛ لتسلم الرسالة والاُمّة منه ، وقام
هو وأهل بيته عليهمالسلام
يخوضون غمار الحروب دفاعاً عن الإسلام مقتدين برسول الله صلىاللهعليهوآله. وشارك الإمام
الحسين عليهالسلام
في جميع الحروب التي شنّها المنافقون ضدّ الإمام علي عليهالسلام