نام کتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام نویسنده : الصدر، السيد محمد باقر جلد : 1 صفحه : 59
رضا الله
رضانا أهل البيت
سمعنا الإمام الحسين عليهالسلام فيما سبق في
الخُطبة المرويَّة عنه أنَّه قال : «رضى الله رضانا أهل البيت» [١]. فنزيد هنا إعطاء فكرة كافية عن ذلك ، فإنْ
فهم هذه الجملة يحتوي على تقسيمين :
التقسيم
الأوَّل : النظر إلى معنى الرضى في هذا الجملة ، فإنَّنا
تارة نفهم نفس الرضى بصفته عاطفة نفسيَّة محبوبة ، وأُخرى نفهم منها : الأمر
المرضي ، يعني : الذي يتعلَّق به الرضى كما هو المُتعارف عرفاً التعبير عنه بذلك
ولو مجازاً.
التقسيم
الثاني : النظر إلى ما هو المُتبدأ والخبر في
هذه الجملة ، فإنَّه قد يكون (رضى الله) مُبتدأ و (رضانا) خبر ، كما هو مُقتضى
الترتيب اللفظي لهذه الجملة. كما أنَّه قد يكون العكس صحيحاً ، وهو أنْ يكون (رضا
الله) خبراً مُقدَّماً و (رضانا) مُبتداً مُؤخَّراً.
وإذا لاحظنا كلا التقسيمين ، كانت
الاحتمالات أربعة بضرب اثنين في اثنين ، ولكلٍّ مِن هذه المُحتملات معناها
المُهمُّ. ويُمكن أنْ نُعطي فيما يلي بعض الأمثلة لذلك في الفُهوم التالية :
الفَهم
الأوَّل : أنْ يكون الرضى بمعنى الأمر المرضي ، ويكون
(رضى الله) في هذه الجملة هو المُبتدأ ؛ فيكون المعنى : أنَّ الأمر الذي يرضاه
الله عزَّ وجلَّ نرضاه نحن أهل البيت. وهذا هو الفَهم الاعتيادي والمُناسب مع
السياق في هذه الخُطبة ، مِن حيث إنَّه عليهالسلام
يُعبِّر عن رضاه بمقتله لأنَّه أمر مرضيٌّ لله
[١] أسرار الشهادة
للدربندي ص ٢٢٧ ـ كشف الغُمَّة للاربلي ج ٢ ص ٢٤١.
نام کتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام نویسنده : الصدر، السيد محمد باقر جلد : 1 صفحه : 59