نام کتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام نویسنده : الصدر، السيد محمد باقر جلد : 1 صفحه : 42
السّلام) ، قد
ربَّاهم المعصومون عليهمالسلام
، وكانوا تحت رعايتهم وتوجيههم ، وأمرهم ونهيهم ردحاً طويلاً مِن الزمن ، إلى حدٍّ
يُستطاع القول : إنَّهم فهموا الاتِّجاه المُعمَّق والارتكازي ـ لو صحَّ التعبير ـ
للمعصومين (سلام الله عليهم) ؛ ومِن هنا كان باستطاعتهم أنْ يُطبِّقوا هذا
الاتِّجاه في كلِّ أقوالهم وأفعالهم.
كما
يُستطاع القول : إنَّ الأصحاب (رضوان
الله عليهم) تلقُّوا مِن الأئمَّة عليهمالسلام
توجيهات وقواعد عامَّة في السلوك والتصرُّف ، أكثر مِمَّا هو مُعلَن بين الناس
بكثير ؛ بحيث استطاعوا أنْ يُطبِّقوا هذه القواعد طيلة حياتهم.
الوجه
الثالث :
إنَّ هؤلاء مِن خاصَّة الأصحاب همْ مِن الراسخين في العلم ، وقد أصبحوا كذلك لكثرة
ما سمعوا ، ورووا عن المعصومين عليهمالسلام
ابتداءً بالنبي صلىاللهعليهوآله
وانتهاء بالأئمَّة عليهمالسلام
، مِن حقائق الشريعة ودقائقها وأفكارها.
وقد يخطر في البال : أنَّ عنوان (الرَّاسِخُونَ
فِي الْعِلْمِ)[١] خاصٌّ بقسم
مِن الناس ، ولا يُمكن أنْ يشمل قسماً آخر ، فهو خاصٌّ إمَّا بالأئمَّة المعصومين عليهمالسلام أو بمَن هو معصوم
بالعصمة الواجبة ، بما فيهم الأنبياء عليهمالسلام.
وأمَّا شمول هذا العنوان لغيرهم فهو محلُّ إشكال ، وخاصَّة بعد أنْ ورد في بعض
الروايات [٢]
تفسيره بأحد هذين المعنيين.
وجوابه
: إنَّ أخصَّ الناس مِمَّن يُمكن
اتِّصافه بهذه الصفة ، هُمْ المعصومون عامَّة والأئمَّة خاصَّة ، وهُمْ القدر
المُتيقَّن مِن هذا العنوان ـ أعني : الراسخين في العلم ـ وهُمْ فعلاً كذلك. ولا
يُمكن أنْ يُضاهيهم بدرجتهم أحد ؛ ومِن هنا ورد التفسير في ذلك [٣] إلاَّ أنَّ هذا لا يُنافي أنْ يكون
الباب مفتوحاً لكثيرين في أنَّ