نام کتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام نویسنده : الصدر، السيد محمد باقر جلد : 1 صفحه : 220
إذاً فكان أمير المؤمنين يريد أن يلقى
الله جوعاناً ، فكذلك ابنه العبّاس يريد أن يلقى الله عطشاناً.
وينبغي أن نلتفت أنّ المستوى الأوّل هو
الأهمّ فقهيّاً ، وهو الذي فتحَ الباب للعبّاس عليهالسلام
إلى أحد المستويات الثلاثة الأخرى ؛ لوضوح أنّ شرب الماء لو كان سبباً للنجاة كان
واجباً ، ولا تقوم أمامه المستويات الأخرى إطلاقاً ، إلاّ أنّنا عرفنا أنّه لا
يُحتمل فيه ذلك.
الجهة الثالثة : إنّه نقلَ
إلينا التاريخ : أنّ عليّ بن الحسين الأكبر عليهالسلام
خرجَ إلى الحرب فترةً من النهار ثمّ رجعَ إلى الحسين عليهالسلام
فقال : يا أبه ، العطش قد قَتلني وثِقل الحديد قد أجهدَني ، فهل إلى شُربة ماء من
سبيل أتقوّى بها على الأعداء. فبكى الحسين عليهالسلام
وقال : «واغوثاه ، من أين آتي لك بالماء ، قاتِل قليلاً فما أسرع ما تلقى جدّك
رسول الله ، فيسقيك بكأسه الأوفى شُربة لا تظمأ بعدها أبداً» [١].
ورويَ أنّ الحسين عليهمالسلام قال له : «يا بُني
هات لسانك ، فأخذَ لسانه فمصّه ودفعَ إليه خاتمه الشريف : وقال له : يا بُني
أمسكهُ في فَمك وارجع إلى قتال عدوّك» [٢].
أقول : وفي النتيجة أنّه لم يَدفع له
شربة ماء ، فقد يُثار السؤال
عن السبب في ذلك وخاصّة عن استعمال المعجزة في هذا الصدد؟
وجوابُ ذلك على عدّة مستويات نذكر منها
:
[١] مقتل الخوارزمي
: ج ٢ ، ص ١٣ ، اللهوف لابن طاووس : ص ٤٨ ، ابن نما الحلّي : ص ٥١.