نام کتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام نویسنده : الصدر، السيد محمد باقر جلد : 1 صفحه : 21
الاعتذار عن
الإحاطة التامَّة
نحن عندما ننظر إلى أيِّ أمر مُعقَّد ، أو
مربوط بالحكمة الإلهيَّة ، أو بتصرُّف أحد المعصومين مِن قول أو فعل ، أو أحد
الراسخين في العلم ، فسوف نواجه وعورة في السير وصعوبة في الرؤية ، إلى حَدٍّ قد
يكون أحياناً أنَّنا نجد الباب مُغلقاً أمامنا تماماً ، للصعود الذي نطمع به ونطمح
إليه ، في هذا السبيل ، وذلك بعد ملاحظة الأُمور التالية :
الأمر
الأوَّل : إنَّه تمَّ البرهان في مباحث العقيدة
الإسلاميَّة ، على أنَّ العلم الإلهي والحكمة الإلهيَّة لا مُتناهيان ومُطلقان ولا
حَدَّ لهما ، وأنَّ اطِّلاعه جلَّ جلاله على الواقعيَّات على مُختلف المُستويات
أكيد ، وثابت على أوسع نطاق. بلْ كلُّ صفاته الذاتيَّة هكذا جلَّ جلاله وكثير مِن
أسمائه ، فهو لا مُتناهي العلم والقدرة والحِكمة ، والعدل والرحمة ، والحياة
والوجود ، والجود والنعمة ، إلى غير ذلك. كما ثبت أنَّ العقل الإنساني مهما تسامى
، فهو محدود بحدود لا يُمكنه أنْ يتعدَّاها ، كما سنُشير إليه ، ومِن البديهي أنَّ
المحدود يستحيل أنْ يُدرِك اللاَّ محدود. إذن ؛ فليس للإنسان أنْ يُدرِك العلم
الإلهي والحكمة الإلهيَّة كما هي ، وإنَّما ينال منهما بقدر استحقاقه وقابليَّته ،
وبمقدار عطاء الله له ، و (العلم نور يقذفه الله في قلب مَن يشاء) [١].
الأمر
الثاني : إنَّنا نشعر وجداناً بعدم إحاطتنا
بالواقعيَّات على واقعها ، لا مِن ناحية العقل (النظري) ولا مِن ناحية العقل (العملي)
[٢] ؛ فإنَّ
العقل
[١] الوافي للفيض
الكاشاني. ج ١ ص ٧. المُقدِّمة الأُولى.