نام کتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام نویسنده : الصدر، السيد محمد باقر جلد : 1 صفحه : 191
فقط لاستكشاف الحال
في الكوفة وإرسال الخبر إلى الحسين عليهالسلام
، ومن المعلوم أنّ السيطرة على الكوفة تحتاج إلى قتال ، وهو ممّا لم يأذن به
الحسين عليهالسلام.
فإنّ نصّ جواب الحسين عليهالسلام يقول : «أمّا بعد ،
فقد فهمتُ كلّ الذي اقتصَصتم وذَكرتم ، ومقالة جُلّكم : إنّه ليس علينا إمام
فأقبِل لعلّ الله يجمعنا بك على الهدى والحقّ ، وأنا باعثٌ لكم بأخي وابن عمّي
وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل ، وأمرتهُ أن يكتب إليّ بحالكم وأمركم ورأيكم ، فإن
كتبَ إليّ أنّه قد اجتمعَ رأي مَلأكم وذوي الحِجى منكم على مثل ما قدّمت به رُسلكم
وتواترت به كتبكم ، أقدِم إليكم وشيكاً إن شاء الله» [١] إلى آخر ما قال ، وهو خالٍ من التخويل
بالحرب ، كما هو واضح.
الأمر
الثاني : إنّ استلام حكم الكوفة من قِبل مسلم بن
عقيل إن كان بدون حرب ـ كما يُشعر به كتاب أهلها الذي سمعناه حين يقولون عن حاكمها
: أخرجناهُ وألحقناه بالشام. هكذا بكلّ سهولة ـ لهانَ الأمر ، بل أمكنَ القول
شرعاً ، بأنّه تجب السيطرة على الكوفة عندئذٍ ، إلاّ أنّ الأمر لم يكن كذلك جزماً
، لعدّة أمور منها :
أوّلاًً
: وجود المنافين والمعاندين في الكوفة
بمقدار معتدٍّ به ، وهم بلا شكّ مستعدّون للوقوف ضدّ هذا الاتّجاه ، سواء بالحرب
لمنعه أو بالتآمر لإفشاله وإسقاطه لو تمّ ، ومن هنا يصعب حصول الأمر بالنجاح التام
والمستمر.
ثانياً
: إنّ حاكم الكوفة يومئذٍ (النعمان بن
بشير) ، وإن كان حسب ما وردَ في التاريخ : أنّه كان رجلاً متخاذلاً مشكّكاً يحبّ
العافية ، ويُفضّل الراحة والسلامة [٢]
، ولكنّه مع ذلك ورد أنّه خَطبَ وهدّد الكوفيين بأنّ استعمالهم
[١] تاريخ الطبري : ج
٦ ، ص ١٩٨ ، مناقب ابن شهرآشوب : ج ٣ ، ص ٢٤٢ ، مقتل الخوارزمي : ج ١ ، ص ١٩٥.