نام کتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام نویسنده : الصدر، السيد محمد باقر جلد : 1 صفحه : 184
بشيءٍ من المحرّمات
، مع التعرّض إلى جوابه :
ما وردَ في تاريخ مسلم بن عقيل (سلام
الله عليه) : من أنّه حين أُخذَ مكتوفاً إلى عُبيد الله بن زياد ، رأى قُلّة [١] ماء بارد فقال : اسقوني منها ، فقال له
بعضهم : انظر إليها ما أبرَدها ، لن تذوق منها حتّى تذوق الحميم ، إلى أن تقول
القصّة : إنّه صُبّ لهُ في قدح ماء وقرّبه إلى فمه لكي يشربه ، فامتلأ القدح دَماً
؛ لأنّه كان قد حَصلت له ضربة على شَفته العليا ووصلت إلى أسنانه فسكبَ الماء ، فملؤوه
لهُ مرّة أخرى ، فامتلأ القدح دماً فسكبه ، فلمّا كانت الثالثة قال : لو كان من
الرزق المقسوم لشربتهُ [٢].
ففي هذه الحادثة يمكن أن نلاحظ كملاحظة
أوّليّة : عدم مشروعيّة مطالبة مسلم بن عقيل عليهالسلام
بالماء ؛ لأنّه لا يخلو إمّا أن يكون ملتفتاً إلى جرحه الذي في فَمه أم لا ، والجَرح
لم يكن مضت عليه مدّة طويلة ، ولعلّه كان ينزف لحدّ الآن.
أمّا عدم التفاته إليه فهذا مُستبعد
جدّاً ، باعتبار الدم الذي ينزف ، وإن لم يكن له دم كان الألم موجوداً ، ومن
الصحيح أنّه (سلام الله عليه) يتحمّله ويصبر عليه ، إلاّ أنّ ذلك لا يعني نسيانه ،
بحيث يستطيع أن يأكل أو يشرب كأيّ إنسانٍ اعتيادي.
فإذا كان ملتفتاً إلى الجَرح ، فلماذا
طلبَ الماء وهو يعلم سَلفاً باختلاطه بالدم ؛ لأنّ الدم وإن لم يكن ينزف بشدّة ، ولكنّه
إذا شربَ الماء فسوف يدخل الماء في الجرح ويحدث نزف جديد يقيناً ، فهذا فيه
احتمالان باطلان لإتمام الاستشكال ومُحتمل ثالث صحيح للجواب عليه :
[١] القُلّة : بمعنى
الجرّة ، وقيل : الكوز الصغير (أقرب الموارد : ج ٢ ، ص ١٠٣٤ بتصرّف).
[٢] الإرشاد للشيخ
المفيد : ص ٢١٥ ، ط نجف ، تاريخ الطبري : ج ٦ ، ص ٢١٢ ، الكامل لابن الأثير : ج ٣
، ص ٢٧٤ ، مقاتل الطالبيين : ص ١٠٧.
نام کتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام نویسنده : الصدر، السيد محمد باقر جلد : 1 صفحه : 184