نام کتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام نویسنده : الصدر، السيد محمد باقر جلد : 1 صفحه : 132
يا ليتَنا
كنّا مَعكم
هناك عبارة يُكرِّرها خطباء المنبر
الحسيني حتّى أصبحت متعارفة وتقليديّة وهي قولهم : يا ليتنا كنّا معكم فنفوزَ
فوزاً عظيماً [١].
والخطاب ـ بصيغة الحال ـ للحسين عليهالسلام وأصحابه ، وأودُ
الآن بمناسبة حديثي عن هؤلاء العظماء أن أتعرّض إلى معنى هذه العبارة ؛ فإنّ في
ذلك : عبرة أوّلاً ، وموعظة ثانياً ، وتربية للخطباء ثالثاً ، لعلّهم يأخذون ما
سوف أقول بنظر الاعتبار.
واللفظ الذي هو الأهمّ والأشدّ تركيزاً
في هذه الجملة هو (معكم) ؛ فإنّ المعيّة قد تكون : مكانيّة ، وقد تكون زمانيّة ، وقد
تكون معنويّة ؛ فإنّ المتكلّم بهذه الجملة مرّة يتمنّى أن يكون مع شهداء كربلاء في
الزمان والمكان المعينيّن اللذين كانوا فيهما ، وأخرى يتمنّى أن يكون معهم
معنويّاً.
والأداةُ (ليت) للتمنّي ، والمشهور في علوم
العربيّة أنّ التمنّي لا يكون إلاّ للمستحيل ، ويوردون كشاهدٍ على ذلك قول الشاعر
:
وهي من رواية للإمام
الرضا عليهالسلام
يقول فيها لابن شبيب : «إنْ سرّكَ أن يكون لك من الثواب مثل ما لمَن استُشهد مع
الحسين عليهالسلام
، فقل متى ذكرته : يا ليتني كنتُ معهم فأفوزَ فوزاً عظيماً».