هذه هي الرسالة
المسمّاة بـ «بوارق القهر في تفسير سورة الدهر».
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ
الرَّحِيمِ
شهدت نفسي
لنفسي ولكلّ شيء بأنّ الله لا اله الّا هو ربّي وربّ كلّ شيء ، لمعت نورانيّة شموس
مشيّته في سرّ كينونيّة كلّ شيء ، فدلّت شرائف النفوس في الليل الأليل إلى شعاشع
نجوم حقائق العرفان ، حتّى استعدّت لسماع ألحان طيور البقاء ، في سدر شجرة
السّيناء ، في روض رياض بساتين البيان ، فبادت نفس لم تحترق بتو قّدات نيران جذبتك
، في أخاديد محبّتك ، وعميت عين ما قرّت بسواطع أنوار هويّتك ، في تطوّرات
تجلّياتك ، في دقائق القرآن ، الّذي أنزلته على محمّد عبدك ، الّذي اصطفيته
وشرّفته واجتبيته وفضّلته على كلّ شيء ، فجعلت روحه نسخة أحديّتك في أزل الأزمان ،
وعلى آله تفاسير أسرار الفرقان ، والتراجمة لمجمع بيان جوامع الإيمان.
أمّا
بعد ؛ فيقول العبد
المفتقر إلى الله الراجي حبيب الله بن عليّ مدد الساوجيّ : إنّ ممّا وفّقني الله
ربّي جلّت جلالته في شهر ربيع الأوّل في سنة ١٢٧٨ في مقامي هذا بين يدي حضرته ما
أسطرته في تلك الوريقات