responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بوارق القهر في تفسير سورة الدّهر نویسنده : الشريف الكاشاني، حبيب الله    جلد : 1  صفحه : 312

فإنّهم لقد خاضوا في قاموس الجهالة ، وتاهوا في فيافي الضلالة ؛ حيث نسبوا إلههم إلى ما يخجل اللسان عن تقريره ، ويمتنع القلم عن تحريره ، وإنّني أنا في مقامي هذا لبريء منهم ومن إلههم الّذي أثبتوه ، وتعالى ربّي عما يصفه الجاهلون.

ويحتمل أن يكون في الآية إشارة إلى أنّ المشيّات كلّها متلاشية في مشيّة الحقّ ، والإرادات بأسرها مستغرقة في طمطام إرادة الحقّ ، بمعنى أنّ جميع إرادات العباد إلى الله مستندة ، وجميع مشيّاتهم إلى مشيّته راجعة ، فإنّه تعالى خالق القوى والقدر ، وجاعل الأشكال والصور.

كيف وإن من شيء إلّا وهو من آثار خلقه ، وآيات إبداعه وصنعه ، فما يريد العبد شيئا إلّا وإرادته مخلوقة لله ، وما يشاء أمرا إلّا ومشيّته حادثة بأمره ، فكلّ الإرادات إلى الحقّ مستندات ، وجميع المشيّات إلى الحقّ راجعات.

بمعنى أنّه خالق الكلّ ، ومبدع الكلّ ، ومحدث الكلّ ، فلا يلزم التسلسل أصلا ، فإنّه يلزم لو قلنا بأنّ حصول الدواعي إنّما هو بأمر العبد لا الحقّ تعالى وما يتوهّم من ظاهر ذلك التقرير من لزوم الجبر والظلم سيجيء الجواب عنه فيما سنختاره في تلك المسألة.

الثانية : اختلف أهل التوحيد في المشيّة ؛ هل هي من الصفات الفعليّة الحادثة كالكلام وغيره ممّا يصحّ نفيه عنه؟ أو من الصفات الذاتيّة؟

فالمشهور الأوّل ، وهو الحقّ. وذهب الشاذّ من مخالفينا إلى الثاني لوجهين :

أحدهما : أنّه لو كانت من صفة الفعل لزم التسلسل.

وتقريره أنّ الممكنات مخلوقة بالمشيّة ، فلو كانت قديمة وإلّا

نام کتاب : بوارق القهر في تفسير سورة الدّهر نویسنده : الشريف الكاشاني، حبيب الله    جلد : 1  صفحه : 312
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست