والصوفيّة
بمرتبة الأحديّة وحضرة الجمعيّة وعين الكافور والوحدة الحقيقيّة وغير ذلك ،
واللازم باطل ، فلا بدّ من كونه مفتقرا إلى علّة ، وهو المطلوب.
ومنها
: أنّ الممكن ما
لم يترجّح لم يوجد ، لأنّ ذلك هو قضيّة الإمكان ، وذلك الترجّح أمر حادث لم يكن
فيكون وجوديّا ، فلا بدّ له من محلّ ، وليس هو الأثر لتأخّره عن الترجّح ، فيكون
هو المؤثّر ، وهو المطلوب.
ولهم أدلّة
أخرى مذكورة في الكتب المبسوطة في الحكمة.
ويدلّ على ذلك
أيضا بعض ما دلّ على وجوب وجود صانع حكيم ، كدليل الدور ونحوه. ولسنا نحن بصدد
التفصيل.
ثمّ هل الممكن
كما يحتاج في وجوده إلى العلّة يحتاج في بقائه إليها أم لا ، مسألة خلافيّة
متفرّعة على أنّ علّة احتياج الممكنات إلى المؤثّر هل هي الإمكان أو الحدوث ، فمن
قال بالأوّل ـ كما هو المشهور ـ قال بالأوّل ، ومن قال بالثاني قال بالثاني ؛ إذ
لا حدوث حال البقاء فلا احتياج.
دليل المشهور :
أنّ العقل حاكم بأنّ الممكن ما يتساوى وجوده وعدمه ، وما كان كذلك فهو محتاج إلى
المرجّح المغاير حتى يرجّح أحد الطرفين ، فيعلم منه أنّ علّة الحاجة في الواقع هي
الإمكان ؛ حيث رتّب العقل الاحتياج على تساوي الوجود والعدم ، وأنّه قد يتصوّر
الممكن ولا يحصل العلم باحتياجه إلى المؤثّر ما لم يلاحظ إمكانه حتّى لو فرض حادث
واجب بالذات يحكم باستغنائه عن المؤثّر.