responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بوارق القهر في تفسير سورة الدّهر نویسنده : الشريف الكاشاني، حبيب الله    جلد : 1  صفحه : 27

خلقها الله من نفسها ، وخلق الأشياء كلّها منها وبها ، وهي بأجمعها راجعة إليها ، ساجدة لها ، متحيّرة فيها ، مقبلة عليها ، فهي الحاكمة على الكلّ في الكلّ ، والمشهودة في الكلّ للكلّ ، والمحيطة بالكلّ ، والسارية في الكلّ.

فالكلّ بوجودها قائمون ، وفي اكتناه مقامها متحيّرون ، فهي العلّة الثانويّة لوجود كلّ شيء ، والمبدأ لخلق كلّ شيء ؛ كما قال : (خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ) [١].

وقال عليه السلام : إنّ الله خلق الأشياء بالمشيّة [٢].

ولعلّ هذا هو السرّ في تكرار لفظ «الإنسان» مع أنّ المقام مقام الإضمار ؛ كما لا يخفى.

نعم يحتمل كونها مرادة منه في تلك الآية أيضا بملاحظة أنّه تعالى أراد أن يخبر عن الخلق الجديد الثانويّ للمشيّة ، وهو إبرازها في الهيكل الناسوتيّ العنصريّ الجسمانيّ ، أي لقد أتى على المشيّة حين من الدهر كانت روحانيّة ساذجيّة غير مكبولة بالجسد العنصريّ ، ثمّ ألبسناها لباس العنصريّات ، وخلقناها من النطفة ؛ وهي ماء الرجل والمرأة.

وأكثر المفسّرين لقد فسّروا «الإنسان» بولد آدم عليه السلام خاصّة نظرا إلى أنّهم خلقوا من النطفة الكذائيّة دون آدم عليه السلام ، فإنّه خلق من صلصال من طين على التفصيل المسطور في كتب الأخبار.

وبعضهم بجميع أفراد البشر ، فيشمل آدم عليه السلام أيضا نظرا إلى أنّ


[١]النساء : ١ ، الأعراف : ١٨٩ ، الزمر : ٦.

[٢]الكافي ١ : ١١٠.

نام کتاب : بوارق القهر في تفسير سورة الدّهر نویسنده : الشريف الكاشاني، حبيب الله    جلد : 1  صفحه : 27
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست