responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بوارق القهر في تفسير سورة الدّهر نویسنده : الشريف الكاشاني، حبيب الله    جلد : 1  صفحه : 226

على كلّ شيء ، وتذلّلوا له بالعبوديّة والطاعة (فَسَجَدُوا) أي اعترفوا جميعا بمقامه وعبدوه (إِلَّا إِبْلِيسَ) وهو من شقى وطغى وجهل طريق الهدى (أَبى) امتنع عن الإقرار واستكبر عن العبادة (وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ) لنعمة الله.

وفي المقام لمطالب كثيرة يمنعني عن التعرّض لبيانها ضيق الوقت ، وقصور الأفهام ، فنرجع إلى كيفيّة الوحي على مسلك الحكماء الفلسفيّين ، فنقول :

إنّ النفوس الإنسانيّة إذا كملت بالرياضات والمجاهدات ، وصفت عن الكدورات والتعلّقات تتّصل بالعقول الفعّالة المجرّدة ، فتنظر إلى جانب القدس ، وتقابل مرآتيّتها للّوح المحفوظ ، فينتقش ما فيه فيها لصفائها ؛ إذ المصفّى يقبل الصور عند المقابلة.

ألا ترى إلى النائم كيف يرى أشياء في عالم رؤياه فتتحقّق صورها في الخارج ، وإن ذلك إلّا لانقطاعه عن بعض التعلّقات في النوم.

وكذا المجنون تراه يخبر عن المستقبل فيكون فيما أخبر عنه صادقا ، وذلك لصفاء نفسه عن الاشتغال ببعض التوجّهات إلى العلائق الدنيويّة.

فالوحي هو الإفاضة من العالم الأعلى إلى النفوس النبويّة لكمال صفائها ، وتمام بهائها ، ومقابلتها للمرايا العالية القدسانيّة المستلزمة لانتقاش ما فيها في تلك النفوس كما قيل :

فقابل بوجه النفس عالم قدسها

فذاك حياة النفس بعد مماتها

گاهى كه ترا صفاى خاطر باشد

اسرار حقيقت همه ظاهر باشد

نام کتاب : بوارق القهر في تفسير سورة الدّهر نویسنده : الشريف الكاشاني، حبيب الله    جلد : 1  صفحه : 226
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست