responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البرهان في تفسير القرآن نویسنده : البحراني، السيد هاشم    جلد : 0  صفحه : 21

عليها عند المسلمين.

ولأهل البيت عليهم‌السلام منهج متميز في التفسير وفهم القرآن ، يفهمه من مارس كلماتهم وأحاديثهم في تفسير القرآن. والحديث عن منهج أهل البيت عليهم‌السلام في التفسير يطول ، ولسنا نريد نحن في هذه المقدمة أن نستعرض هذا الحديث بتفصيله ، وإنما نريد أن نشير فقط إلى جملة من العناوين والخطوط الرئيسية في طريقة أهل البيت عليهم‌السلام ومنهجهم في تفسير القرآن.

أولا ـ تنزيه الله تعالى عن التجسيم : يختلف الرأي في الذات الإلهية تبارك وتعالى بين طائفتين من المسلمين في اتجاهين متعاكسين : التشبيه ، والتعطيل.

يذهب المشبهة إلى أن الذات الإلهية تشبه الإنسان ، وله ما للإنسان من لحم ودم وعظم وشعر ورأس وعين ، وينتقل من مكان إلى مكان ، وهؤلاء هم المجسمة وهم طائفة واسعة وكبيرة من المسلمين.

ويذهب المعطلة إلى استحالة معرفة الله تعالى على العقول ، وإلى تعطيل العقول عن المعرفة ، إلا بقدر ما يظهر من النصوص. سئل مالك عن قوله سبحانه : (ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ) [٢] قال : الاستواء معلوم ، والكيف مجهول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة. [٣] وهؤلاء وأولئك يفسرون آيات القرآن التي تخص الذات الإلهية وما يصفه القرآن به من الاستواء على العرش ومن إضافة اليد إليه تعالى وغير ذلك ، باتجاهين مختلفين ومتعاكسين.

والاتجاه المقابل لهذين الاتجاهين ، هو الاتجاه الذي دعا إليه أهل البيت عليهم‌السلام في نفي التشبيه والتجسيم والتعطيل جميعا وتفسير آيات القرآن المباركة المتعلقة بهذا الموضوع على هذا النهج ، وفيما يلي نستعرض بعض الروايات الواردة في هذا الاتجاه :

١ ـ عن الشيخ الصدوق ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رحمه‌الله ، عن أبيه ، عن سهل بن زياد ، قال : كتبت إلى أبي محمد عليه‌السلام سنة خمس وخمسين ومائتين : قد اختلف ـ يا سيدي ـ أصحابنا في التوحيد ، منهم من يقول : هو جسم ، ومنهم من يقول : هو صورة ، فإن رأيت ـ يا سيدي ـ أن تعلمني من ذلك ما أقف عليه ولا أجوزه فعلت متطولا.

فوقع عليه‌السلام بخطه : «سألت عن التوحيد ، وهذا عنكم معزول ، الله تعالى واحد ، أحد ، صمد ، لم يلد ، ولم


٥٣٣ / ٨١٦٢.

[٦]وذلك قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «أنا مدينة العلم ، وعليّ بابها» أنظر : أمالي الصدوق : ٢٨٢ ، عيون أخبار الرّضا ٢ : ٦٦ / ٢٩٨ ، أمالي الطوسي ٢ : ١٩٠ ، مستدرك الحاكم ٣ : ١٢٦ و ١٢٧ ، الاستيعاب ٣ : ٣٨ ، تاريخ بغداد ٢ : ٣٧٧ و ٤ : ٣٤٨ و ٧ : ١٧٣ و ١١ : ٤٨ و ٢٠٤ ، مناقب ابن المغازلي : ٨٠ ـ ٨٥ / ١٢٠ ـ ١٢٦ ، شواهد التنزيل ١ : ٣٣٤ / ٤٥٩ ، الفردوس ١ : ٤٤ / ١٠٦ ، مناقب الخوارزمي : ٤٠ ، أسد الغاية ٤ : ٢٢ ، البداية والنهاية ٧ : ٣٥٨ ، مجمع الزوائد ٩ : ١١٤ ، تهذيب التّهذيب ٩ : ١١٤ ، الجامع الصغير ١ : ٤١٥ / ٢٧٠٥.

[٢]الأعراف ٧ : ٥٤.

[٣]الملل والنحل ١ : ٩٣.

نام کتاب : البرهان في تفسير القرآن نویسنده : البحراني، السيد هاشم    جلد : 0  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست