بِبِشَارَةِ صَاحِبِهِ وَ تَقُومُ الْمَلَائِكَةُ صَفَّيْنِ لِخُرُوجِ رُوحِهِ مَعَهُمُ الرَّيْحَانُ فَإِذَا نَظَرَ إِلَيْهِمْ إِبْلِيسُ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ ثُمَّ صَرَخَ فَيَقُولُ لَهُ جُنُودُهُ مَا لَكَ يَا سَيِّدَنَا فَيَقُولُ أَ مَا تَرَوْنَ مَا أُعْطِيَ هَذَا الْعَبْدُ مِنَ الْكَرَامَةِ أَيْنَ كُنْتُمْ مِنْ هَذَا قَالُوا جَهَدْنَا بِهِ فَلَمْ يُطِعْنَا.
وَ قَالَ ع الْأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَ مَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ.
وَ سَأَلَ أَبُو بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع هَذَا الرَّجُلُ النَّائِمُ هُنَا وَ الْمَرْأَةُ النَّائِمَةُ يَرَيَانِ الرُّؤْيَا أَنَّهُمَا بِمَكَّةَ أَوْ مِصْرٍ مِنَ الْأَمْصَارِ وَ رُوحُهُمَا خَارِجٌ مِنْ أَبْدَانِهِمَا قَالَ لَا يَا أَبَا بَصِيرٍ فَإِنَّ الرُّوحَ إِذَا فَارَقَتِ الْبَدَنَ لَمْ تَعُدْ إِلَيْهِ غَيْرَ أَنَّهَا بِمَنْزِلَةِ عَيْنِ الشَّمْسِ مَرْكُوزَةٌ فِي السَّمَاءِ فِي كَبِدِهَا وَ شُعَاعُهَا فِي الدُّنْيَا.
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: إِنَّ الْعِبَادَ إِذَا نَامُوا خَرَجَتْ أَرْوَاحُهُمْ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَمَا رَأَتِ الرُّوحُ فِي سَمَاءِ الدُّنْيَا فَهُوَ الْحَقُّ وَ مَا رَأَتْ فِي الْمَنَامِ فَهُوَ الْأَضْغَاثُ.
قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ ع يَقُولُ إِنَّ الْمَرْءَ إِذَا خَرَجَ رُوحُهُ فَإِنَّ رُوحَ الْحَيَوَانِيَّةِ بَاقِيَةٌ فِي الْبَدَنِ فَالَّذِي يَخْرُجُ مِنْهُ رُوحُ الْعَقْلِ وَ كَذَلِكَ هُوَ فِي الْمَنَامِ أَيْضاً.
قَالَ عَبْدُ الْغَفَّارِ الْأَسْلَمِيُ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها إِلَى قَوْلِهِ أَجَلٍ مُسَمًّى فَلَيْسَ تُرَى الْأَرْوَاحُ كُلُّهَا تَصِيرُ إِلَيْهِ عِنْدَ مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ مَا يَشَاءُ وَ يُرْسِلُ مَا يَشَاءُ فَقَالَ لَهُ أَبُو الْحَسَنِ ع إِنَّمَا يَصِيرُ إِلَيْهِ أَرْوَاحُ الْعُقُولِ فَأَمَّا أَرْوَاحُ الْحَيَاةِ فَإِنَّهَا فِي الْأَبْدَانِ لَا تَخْرُجُ إِلَّا بِالْمَوْتِ وَ لَكِنَّهُ إِذَا قَضَى عَلَى نَفْسٍ الْمَوْتَ فَقَبَضَ الرُّوحَ الَّذِي فِيهِ الْعَقْلُ وَ لَوْ كَانَتْ رُوحُ الْحَيَاةِ خَارِجَةً لَكَانَ بَدَناً مُلْقًى لَا يَتَحَرَّكُ وَ لَقَدْ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِهَذَا فِي كِتَابِهِ فِي أَصْحَابِ الْكَهْفِ حَيْثُ قَالَ وَ نُقَلِّبُهُمْ ذاتَ الْيَمِينِ وَ ذاتَ الشِّمالِ أَ فَلَا تَرَى أَنَّ أَرْوَاحَهُمْ فِيهِمْ بِالْحَرَكَاتِ.
رُوِيَ عَنْ يُونُسَ بْنِ ظَبْيَانَ أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع جَالِساً فَقَالَ ع مَا يَقُولُ النَّاسُ فِي أَرْوَاحِ الْمُؤْمِنِينَ قُلْتُ يَقُولُونَ فِي حَوَاصِلِ طَيْرٍ خُضْرٍ فِي قَنَادِيلَ تَحْتَ الْعَرْشِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع سُبْحَانَ اللَّهِ الْمُؤْمِنُ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنْ أَنْ يَجْعَلَ رُوحَهُ فِي حَوْصَلَةِ طَائِرٍ خَضِرٍ يَا يُونُسُ الْمُؤْمِنُ إِذَا قَبَضَهُ اللَّهُ تَعَالَى صَيَّرَ رُوحَهُ فِي قَالَبٍ كَقَالَبِهِ فِي الدُّنْيَا فَيَأْكُلُونَ وَ يَشْرَبُونَ-