فَتَعَجَّبَ الصَّحَابَةُ وَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَ يَعْبُدُونَ الْأَصْنَامَ قَالَ نَعَمْ كُلُّ دِرْهَمٍ عِنْدَهُمْ صَنَمٌ.
وَ قَالَ ص يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ أُنَاسٌ مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ الْمَسَاجِدَ يَقْعُدُونَ فِيهَا حَلَقاً ذِكْرُهُمُ الدُّنْيَا وَ حُبُّهُمُ الدُّنْيَا لَا تُجَالِسُوهُمْ فَلَيْسَ لِلَّهِ بِهِمْ حَاجَةٌ.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص سَيَأْتِي زَمَانٌ عَلَى أُمَّتِي يَفِرُّونَ مِنَ الْعُلَمَاءِ كَمَا يَفِرُّ الْغَنَمُ عَنِ الذِّئْبِ فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ ابْتَلَاهُمُ اللَّهُ تَعَالَى بِثَلَاثَةِ أَشْيَاءَ الْأَوَّلُ يَرْفَعُ الْبَرَكَةَ مِنْ أَمْوَالِهِمْ وَ الثَّانِي سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً جَائِراً وَ الثَّالِثُ يَخْرُجُونَ مِنَ الدُّنْيَا بِلَا إِيمَانٍ.
عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ قَالَ: يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ الصَّابِرُ مِنْهُمْ عَلَى دِينِهِ كَالْقَابِضِ عَلَى الْجَمْرَةِ.
وَ قَالَ ص يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ أُمَرَاؤُهُمْ يَكُونُونَ عَلَى الْجَوْرِ وَ عُلَمَاؤُهُمْ عَلَى الطَّمَعِ وَ عُبَّادُهُمْ عَلَى الرِّيَاءِ وَ تُجَّارُهُمْ عَلَى أَكْلِ الرِّبَا وَ نِسَاؤُهُمْ عَلَى زِينَةِ الدُّنْيَا وَ غِلْمَانُهُمْ فِي التَّزْوِيجِ فَعِنْدَ ذَلِكَ كَسَادُ أُمَّتِي كَكَسَادِ الْأَسْوَاقِ وَ لَيْسَ فِيهَا مُسْتَقِيمٌ الْأَمْوَاتُ آيِسُونَ فِي قُبُورِهِمْ مِنْ خَيْرِهِمْ وَ لَا يَعِيشُونَ الْأَخْيَارُ فِيهِمْ فَعِنْدَ ذَلِكَ الزَّمَانِ الْهَرَبُ خَيْرٌ مِنَ الْقِيَامِ.
قَالَ النَّبِيُّ ص سَيَأْتِي زَمَانٌ عَلَى أُمَّتِي لَا يَعْرِفُونَ الْعُلَمَاءَ إِلَّا بِثَوْبٍ حَسَنٍ وَ لَا يَعْرِفُونَ الْقُرْآنَ إِلَّا بِصَوْتٍ حَسَنٍ وَ لَا يَعْبُدُونَ اللَّهَ إِلَّا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً لَا عِلْمَ لَهُ وَ لَا حِلْمَ لَهُ وَ لَا رَحْمَ لَهُ.
الفصل التاسع و الثمانون في الموعظة
قال الله تعالى في سورة الذاريات وَ ذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ.
وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص يَكْفِيكُمْ مِنَ الْعِظَةِ ذِكْرُ الْمَوْتِ وَ يَكْفِيكُمْ مِنَ التَّفَكُّرِ ذِكْرُ الْآخِرَةِ وَ يَكْفِيكُمْ مِنَ الْعِبَادَةِ الْوَرَعُ وَ يَكْفِيكُمْ مِنَ الِاسْتِغْفَارِ تَرْكُ الذُّنُوبِ وَ يَكْفِيكُمْ مِنَ الدُّعَاءِ النَّصِيحَةُ مَنْ كَانَ فِيهِ مِنْ هَذِهِ الْخِصَالِ وَاحِدَةٌ دَخَلَ الْجَنَّةَ مَعَ أَوَّلِ زُمْرَةٍ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ.
وَ رُوِيَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع أَنَّهُ جَاءَ رَجُلٌ وَ قَالَ أَنَا رَجُلٌ عَاصٍ وَ لَا أَصْبِرُ عَنِ الْمَعْصِيَةِ فَعِظْنِي بِمَوْعِظَةٍ قَالَ ع افْعَلْ خَمْسَةَ أَشْيَاءَ وَ أَذْنِبْ مَا شِئْتَ فَأَوَّلُ ذَلِكَ لَا تَأْكُلْ رِزْقَ اللَّهِ وَ أَذْنِبْ مَا شِئْتَ وَ الثَّانِي اخْرُجْ مِنْ وَلَايَةِ اللَّهِ وَ أَذْنِبْ مَا شِئْتَ وَ الثَّالِثُ اطْلُبْ مَوْضِعاً لَا يَرَاكَ اللَّهُ وَ أَذْنِبْ