فقال له
الوليد: صدقت يا عبيد! أنّى لك هذا؟ قال: هو من عند اللّه. قال الوليد: لو غير هذا
قلت لأحسنت أدبك. قال ابن سريج: ذلك فضل اللّه يؤتيه/ من يشاء. قال الوليد: يزيد
في الخلق ما يشاء. قال ابن سريج: هذا من فضل ربّي ليبلوني أ أشكر أم أكفر. قال
الوليد: لعلمك و اللّه أكبر و أعجب إليّ من غنائك! غنّني. فغنّاه بشعر عديّ بن
الرّقاع/ العامليّ يمدح الوليد:
[7] أنواء:
جمع نوء و هو النجم إذا مال للمغيب، و قيل: معناه سقوط نجم من المنازل في المغرب
مع الفجر و طلوع رقيبه و هو نجم آخر يقابله من ساعته في المشرق. و إنما سمي نوءا
لأنه إذا سقط الغارب ناء الطالع و ذلك الطلوع هو النوء. و بعضهم يجعل النوء السقوط
كأنه من الأضداد. و كانت العرب في الجاهلية إذا سقط نجم و طلع آخر قالوا: لا بدّ
من أن يكون عند ذلك مطرا أو رياح، فينسبون كل غيث يكون عند ذلك إلى ذلك النجم
فيقولون: مطرنا بنوء الثريا و الدبران و السماك الخ. و الأنواء ثمانية و عشرون، و
هي منازل القمر التي أشار إليها الكتاب الكريم في قوله تعالى: (وَ
الْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ) و قد ذكرها
صاحب «اللسان» بأسمائها فراجعها في مادة نوأ.
[8] خناصرة:
بليدة من أعمال حلب تحاذي قنّسرين نحو البادية، و هي مدينة كان ينزلها عمر بن عبد
العزيز، و هي صغيرة، و قد خربت الآن إلا اليسير منها، و هي قصبة كورة الأحص، و هي
كورة كبيرة مشهورة ذات قرى و مزارع بين القبلة و بين الشمال في مدينة حلب.