responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها نویسنده : احمد مطلوب    جلد : 1  صفحه : 95

قالوا لنا و عرفنا بعد بينهم‌

قولا فما وردوا عنه و لا صدروا

و هذه من أمثلة قدامة في فن «التمثيل» [1].

و من ذلك قول المتنبي:

و من يك ذا فم مرّ مريض‌

يجد مرّا به الماء الزّلالا

و الاستعارة في هذه الأمثلة لم تجر في لفظ مفرد من ألفاظ العبارة و إنّما أجريت في التركيب كله، و هذا هو «التمثيل الذي يكون مجازا لمجيئك به على حد الاستعارة» [2]. أو «الاستعارة التمثيلية». و متى فشا هذا اللون في الاستعمال سمي مثلا و لذلك لا تغير الأمثال‌ [3].

الاستعارة التّمليحيّة:

و تسمّى التّهكّميّة أيضا، و هي استعمال الألفاظ الدالّة على المدح في نقائضها من الذّمّ و الإهانة. و قد أشار الفرّاء إلى مثل هذا الأسلوب في القرآن الكريم و قال: «و قوله: فَأَثابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍ‌ [4]، الإثابة ههنا في معنى عقاب و لكنّه كما قال الشاعر:

أخاف زيادا أن يكون عطاؤه‌

أداهم سودا أو محدرجة سمرا

و قد يقول الرجل الذي قد اجترم اليك: «لئن أتيتني لأثيبنك ثوابك» معناه لأعاقبنك و ربما أنكره من لا يعرف مذاهب العربية و قد قال اللّه تبارك و تعالى:

فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ* [5] و البشارة انما تكون في الخير، فقد قيل ذلك في الشر» [6].

و نظر ابن جني الى مثل هذا الاسلوب بمثل ما نظر البلاغيون في المجاز المرسل الى اعتبار ما كان فقال تعليقا على قوله تعالى: ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ‌ [7]: «انما هو في النار الذليل المهان، لكنه خوطب بما كان يخاطب به في الدنيا، و فيه مع هذا ضرب من التبكيت له و الاذكار بسوء أفعاله» [8]. و قال السكاكي في تعريف الاستعارة التمليحية: «هي استعارة اسم أحد الضدين أو النقيضين للآخر بواسطة انتزاع شبه التضاد و الحاقه بشبه التناسب بطريق التهكم أو التمليح ثم ادعاء أحدهما من جنس الآخر و الافراد بالذكر و نصب القرينة». [9]

و عدّها القزويني من العنادية فقال: «و منها ما استعمل في ضد معناه أو نقيضه بتنزيل التضاد أو التناقض منزلة التناسب بوساطة تهكم أو تمليح» [10].

و سار على ذلك شراح التلخيص‌ [11]، و المدني الذي قال: «و من العنادية التهكمية و التمليحية و هما ما استعمل في ضد أو نقيض» [12].

و من أمثلتها قوله تعالى: إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ [13] مكان السفيه القوي و قوله: فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ* [14] مكان انذرهم؛ لأنّ البشارة إنما تستعمل في الأمور المحمودة و المراد ههنا العذاب و الويل. و منه قوله: فَاهْدُوهُمْ إِلى‌ صِراطِ الْجَحِيمِ‌ [15].


[1] نقد الشعر ص 181.

[2] دلائل الاعجاز ص 54.

[3] الايضاح ص 307، التلخيص ص 323، شروح التلخيص ج 4 ص 147، المطول ص 380، الاطول ج 2 ص 147، التبيان في البيان ص 196.

[4] آل عمران 153.

[5] آل عمران 21، التوبة 34.

[6] معاني القرآن ج 1 ص 239.

[7] الدخان 49.

[8] المحتسب ج 1 ص 101.

[9] مفتاح العلوم ص 177.

[10] الايضاح ص 290، التلخيص ص 309.

[11] شروح التلخيص ج 4 ص 78، المطول ص 365، الاطول ج 2 ص 130.

[12] أنوار الربيع ج 1 ص 247.

[13] هود 87.

[14] آل عمران 21، التوبة 34، الانشقاق 24.

[15] الصافات 23.

نام کتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها نویسنده : احمد مطلوب    جلد : 1  صفحه : 95
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست