نام کتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها نویسنده : احمد مطلوب جلد : 1 صفحه : 87
لغيرهما آراء مختلفة. و تقسيم
الاستعارة الى تصريحية و مكنية خير و أجدى في دراسة هذا الفن لأنّ ذلك عمدته ما
دامت الاستعارة تقوم على التشبيه عند معظم البلاغيين، و لكن التطور التأريخي لهذا
الفن يقتضي الكلام على هذه الاقسام لتتضح مسيرة هذا الفن خلال الدراسات السابقة.
الاستعارة الاحتماليّة:
قال السّكّاكي: «هي أن يكون المشبّه المتروك صالح الحمل
تارة على ما له تحقّق و أخرى على ما لا تحقّق له[1]، أي انها تحتمل الوجهين، و قد شرح
السّكّاكي التّحقيقيّة و قال: «أن يكون المشبه المتروك شيئا متحققا اما حسيا و إما عقليا». فالاستعارة
الاحتمالية ما احتملت ما له تحقق من وجه و ما لا تحقق له من وجه آخر، و نظيره قول
زهير:
صحا
القلب عن سلمى و أقصر باطله
و
عرّي أفراس الصّبا و رواحله
أراد أن يبين أنه أمسك عما كان
يرتكب أوان الصّبا و قمع النفس عن التلبس بذاك معرضا الاعراض الكلي عن المعاودة
لسلوك سبيل الغي و ركوب مراكب الجهل فقال: «و عري أفراس الصبا و رواحله» أي ما بقيت آلة من آلاتها المحتاج اليها
في الركوب و الارتكاب قائمة كأيما نوع فرضت من الانواع حرفة أو غيرها متى وطنت
النفس على اجتنابه و رفع القلب رأسا عن دق بابه و قطع العزم عن معاودة ارتكابه
فتقل العناية بحفظ ما قوام ذلك النوع به من الآلات و الأدوات فترى يد التعطيل
تستولي عليها فتهلك و تضيع شيئا فشيئا حتى لا تكاد تجد في أدنى مدة أثرا منها و لا
عثيرا فبقيت لذلك معرّاة لا آلة و لا أداة فحق قوله: «أفراس الصبا و رواحله» أن يعد استعارة تخييلية لما يسبق الى الفهم و يتبادر
الى الخاطر من تنزيل «أفراس الصّبا و رواحليه» منزلة أنياب
المنية و مخالبها في قول الشاعر:
و
اذا المنية أنشبت أظفارها
ألفيت
كلّ تميمة لا تنفع
و إن كان يحتمل احتمالا بالتكلف أن
تجعل الافراس و الرواحل عبارة عن دواعي النفوس و شهواتها و القوى الحاصلة لها في
استيفاء اللذات أو عن الاسباب التي قلما تتآخذ في اتباع الغي و جر أذيال البطالة
إلا أو ان الصبا. و كذلك قوله تعالى:فَأَذاقَهَا اللَّهُ لِباسَ الْجُوعِ[2] الظاهر من اللباس الحمل على
التخييل و إن كان يحتمل أن يحمل على التحقيق، و هو أن يستعار لما يلبسه الانسان
عند جوعه من انتقاع اللون و رثاثة الهيئة[3].
فالاستعارة في البيت و الآية
الكريمة تحتمل التخييل و تحتمل التحقيق فهي اما تخييلية أو تحقيقية.
الاستعارة الأصليّة:
الاستعارة الأصليّة هي التي تكون
في أسماء الأجناس غير المشتقّة و يكون معنى التّشبيه داخلا في المستعار دخولا أوّليّا[4]. و قد أوضح
السّكاكّي معناها بقوله: «هي أن يكون المستعار اسم جنس كرجل و كقيام و قعود. و وجه كونها أصلية هو
أنّ الاستعارة مبناها على تشبيه المستعار له بالمستعار منه»[5]. و الى ذلك ذهب ابن مالك و القزويني
و السبكي و التفتازاني و السيوطي و الاسفراييني و المدني و المغربي[6]. و منها