responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها نویسنده : احمد مطلوب    جلد : 1  صفحه : 69

فاني إذا ما الموت حلّ بنفسها

يزال بنفسي قبل ذاك فأقبر

فقد جمع بين «قبل» و «بعد» و هما من المضاف لأنّه لا قبل إلا لبعد، و لا بعد إلا لقبل، حيث قال: إنّه اذا وقع الموت بها، و هذا القول كأنه شرط وضعه ليكون له جواب يأتي به، و جوابه هو قوله: يزال بنفسي قبل ذاك، و هذا شبيه بقول قائل لو قال: إذا انكسر الكوز انكسرت الجرة قبله، و قد جعل هذا الشاعر ما هو قبل بعدا

و مما جاء من التناقض على طريق القنية و العدم قول يحيى بن نوفل:

لأعلاج ثمانية و شيخ‌

كبير السّن ذي بصر ضرير [1]

فلفظة «ضرير» تستعمل في الأكثر للذي لا بصر له، قول الشاعر في هذا الشيخ: إنّه ذو بصر و إنّه ضرير تناقض من جهة القنية و العدم، و ذلك كأنه يقول: إنّ له بصرا و لا بصر له فهو بصير أعمى.

و من التناقض على طريق الايجاب و السلب قول عبد الرحمن بن عبد اللّه القس:

أرى هجرها و القتل مثلين فاقصروا

ملامكم فالقتل أعفى و أيسر

فأوجب هذا الشاعر الهجر و القتل انهما مثلان ثم سلبهما ذلك بقوله: «إنّ القتل أعفى و أيسر» فكأنه قال: «إنّ القتل مثل الهجر و ليس هو مثله، و لو قال «بل القتل أعفى و أيسر» لكان الشعر مستقيما.

الاستحقاق:

الاستحقاق: الاستيجاب، يقال: استحق الشي‌ء أي استوجبه‌ [2].

و الاستحقاق من أنواع أخذ المعنى عند القرطاجني، و يفهم من كلامه أنّ الشاعر يستحق المعنى اذا فضلت عبارته عن عبارة المتقدم، و هذا حسن جيد في باب الأخذ الذي تحدث عنه البلاغيون على مختلف العهود. قال القرطاجني و هو يتحدث عن المعاني: «فمراتب الشعراء فيما يلمون به من المعاني إذن أربع: اختراع و استحقاق و شركة و سرقة. فالاختراع هو الغاية في الاستحسان، و الاستحقاق تال له، و الشركة منها ما يساوي الآخر فيه الأولى فهذا لا عيب فيه، و منها ما ينحط فيه الآخر عن الأول فهذا معيب، و السرقة كلها معيبة و ان كان بعضها أشد قبحا من بعض» [3]. و في هذا النص يتضح أنّ الاستحقاق ليس مما يعاب بل إنّه بعد الاختراع في المنزلة. و قد أوضح القرطاجني هذه المسألة بقوله: «فاذا تساوى تأليفا الشاعرين في ذلك فانه يسمى الاشتراك، و إن فضلت فيه عبارة المتقدم فذلك الاستحقاق لأنّه استحقّ نسبة المعنى اليه باجادته نظم العبارة عنه» [4].

الاستخبار:

الاستخبار من استخبر، و استخبر: سأله عن الخبر و طلب أن يخبره، و يقال: تخبرت الخبر و استخبرته، و تخبرت الجواب و استخبرته. و الاستخبار و التخبر:

السؤال عن الخبر، و استخبر إذا سأل عن الأخبار ليعرفها [5].

و كان ثعلب قد ذكر أنّ قواعد الشعر أربع: أمر، و نهي، و خبر، و استخبار. [6] و لم يعرّف الاستخبار و إنّما قال إنه كقول قيس بن الخطيم:

أنّى سربت و كنت غير سروب‌

و تقرّب الأحلام غير قريب‌


[1] العلج؛ الرجل من كفار العجم.

[2] اللسان (حقق).

[3] منهاج البلغاء ص 196.

[4] منهاج البلغاء ص 193.

[5] اللسان (خبر).

[6] قواعد الشعر ص 25.

نام کتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها نویسنده : احمد مطلوب    جلد : 1  صفحه : 69
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست