و النفي و الجحود بهذا المعنى تكلم
عليه ابن منقذ في باب «النفي» و
قد تقدم.
النقل:
النقل تحويل الشيء من موضع الى
موضع، نقله ينقله نقلا فانتقل[2]. تحدث الحاتمي عن نقل المعنى الى
غيره و قال: «هذا باب ينقل فيه المعنى عن وجهه الذي
وجّه له، و اللفظ عن طريقه الذي سلك به فيها الى غيره. و ذلك صنعة راضة الكلام و
صاغة المعاني و حذّاق السراق إخفاء للسرق و الاحتذاء و تورية عن الاتباع و
الاقتفاء ... و أكثر ما يطوع النقل في المعاني خاصة للمحدثين لأنّهم فتحوا من
نوادر الكلام ما كان هامدا و أيقظوا من عيونه ما كان راقدا و أجروا من معينه ما
كان راكدا و أضحكوا من مباسمه ما كان قاطبا و حلوا من أجياده ما كان عاطلا»[3].
و من ذلك قول امرىء القيس في صفة
الثقة بالفرس:
إذا
ما ركبنا قال ولدان أهلنا
تعالوا
الى أن يأتي الصّيد نخطب
نقل ابن مقبل هذا المعنى الى صفة
القدح فقال:
إذا
استخبرته من معّد عصابة
غدا
ربّه قبل المفيضين يقدح
و قال ابن منقذ: «هو أن ينقل الشاعر معنى الى معنى
غيره، و هو كما قال أبو العلاء في تفسير شعر المتنبي:
و
لخطّه في كلّ قلب شهوة
حتى
كأنّ مداده الأهواء
هذا يسميه أهل النقد «النقل» لأنّه ثقله من قول البحتري في الخمر: