responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها نویسنده : احمد مطلوب    جلد : 1  صفحه : 662

هو المرء أبدت له الحادثا

ت عزما و شيكا و رأيا صليبا

تنقّل في خلقي سؤدد

سماحا مرجّى و بأسا مهيبا

فكالسيف إن جئته صارخا

و كالبحر إن جئته مستشيبا

و لم تحسن هذه الأبيات إلّا لأنّ الشاعر عرف كيف يصوغ الكلمات في عبارات جميلة و يضع كل كلمة الى لفقها و يربط بين الالفاظ ربطا بديعا، و ليس كذلك الفرزدق الذي قدّم و أخر فأفسد المعنى و عقّد التركيب.

و من النظم ما يتّحد في الوضع و يدقّ فيه الصنع و ذلك أن تتّخذ أجزاء الكلام و يدخل بعضها في بعض و يشتد ارتباط ثان بأوّل، و أن يحتاج في الجملة الى أن توضع في النفس وضعا واحدا و أن يكون الحال فيها حال الباني يضع بيمينه ههنا في حال ما يضع بيساره هناك. و منه ما لا يحتاج الى فكر و روية لكي ينتظم بل سبيله في ضمّ بعضه الى بعض سبيل من عمد الى لآل فخرطها في سلك لا يبغي أكثر من أن يمنعها التفرق و كمن نضد أشياء بعضها الى بعض لا يريد في نضده ذلك أن تجي‌ء له منه هيئة أو صورة بل ليس إلّا أن تكون مجموعة في رأي العين، و ذلك إذا كان المعنى لا يحتاج أن يصنع فيه شي‌ء غير عطف لفظ على مثله.

و لا بدّ أن يتغيّر المعنى إذا تغيّر النظم و في ذلك مجال رحب يجول فيه المنشئون.

لقد وضّح عبد القاهر أصول «علم المعاني» في كتابه «دلائل الإعجاز» و سمّاه «النظم» أو «معاني النحو» و ليست معاني النحو إلّا علم المعاني الذي عرّفه السّكّاكي بقوله: «هو تتبع خواصّ تراكيب الكلام في الإفادة و ما يتّصل بها من الاستحسان و غيره ليحتزر بالوقوف عليها عن الخطأ في تطبيق الكلام على ما يقتضي الحال ذكره» [1]. و لكنّ السّكاكي و من جاء بعده لم يستطع أن يحلّق كما حلّق عبد القاهر في شرح النظم و إبرازها مع أنّ الموضوعات التي عولجت في الفنين واحدة و هي ما يتّصل بالجملة أو الجملتين من أساليب الخبر و الانشاء، و التقديم و التأخير، و الحذف و الذّكر، و القصر و خلافه، و الفصل و الوصل، و الإيجاز الإطناب و المساواة. و قد تقدّم الكلام على ذلك في «المعاني».

النّفي:

تحدّث ابن منقذ عن النفي و قال: «إنّ النفي قد كثر في أشعار العرب المحدثين» [2] كقول عديّ:

و ما مخدر ورد يرشح شبله‌

بخفان قد أحمى جميع الموارد

كأنّ دماء الهاديات بنحره‌

صبيب ملاءات خضيب مجاسد

بأمنع منه موئلا حين تلقه‌

إذا الحرب أبدت عن خدام الخرائد [3]

و من ذلك قول الشاعر:

و ما هاج هذا الشوق إلا حمامة

دعت ساق حرّ ترحة و ترنما

مطوّقة خطباء تصدح كلما

دنا الصيف و انجاب الربيع فأنجما

عجبت لها أنّى يكون غناؤها

فصيحا و لم تفغر بمنطقها فما


[1] مفتاح العلوم ص 77.

[2] البديع في نقد الشعر ص 123، و ينظر كفاية الطالب ص 184.

[3] المخدر: الأسد. الورد: الجري‌ء. خفان: مأسدة قرب الكوفة. الهاديات من الابل: أول رعيل يطفح منها. ثوب مجسد: مصبوغ بالزعفران.

خدام: جمع خدمة و هي الخلخال.

نام کتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها نویسنده : احمد مطلوب    جلد : 1  صفحه : 662
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست