و لم يدخل
القزويني هذا البيت في هذا النوع لأنّ اللام و الباء فيهما صلتا الفعلين فهما من
تمامهما.
الخامس:
مقابلة ستة بستة مثل قول الشاعر:
على
رأس عبد تاج عزّ يزينه
و
في رجل حرّ قيد ذلّ يشينه
قال
الصفدي: «هذا أبلغ ما يمكن أن ينظم في هذا المعنى فإنّ أكثر ما عدّ الناس في باب
المقابلة بيت أبي الطيب لأنّه قابل فيه بين خمسة و هذا قابل فيه بين ستة».
هذه أقسام
المقابلة المعروفة، و قسّمها العسكري الى مقابلة في المعنى و هو مقابلة الفعل
بالفعل كقوله تعالى: فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً بِما
ظَلَمُوا فخواء بيوتهم و خرابها بالعذاب مقابلة لظلمهم، و مقابلة بالالفاظ
كقول عديّ ابن الرقاع:
و
لقد ثنيت يد الفتاة و سادة
لي
جاعلا إحدى يديّ و سادها
و قول
عمرو بن كلثوم:
و
رثناهنّ عن آباء صدق
و
نورثها إذا متنا بنينا
و قد تأتي
المقابلة باللفظ و المعنى كما في قول الشاعر:
و
من لو أراه صاديا لسقيته
و
من لو رآني صاديا لسقاني
و
من لو أراه عانيا لفديته
و
من لو رآني عانيا لفداني
و ذكر ابن
رشيق نوعا من المقابلة سمّاها «مقابلة الاستحقاق» و قال: «لكنّ قدامة لم يبال
بالتقديم و التأخير في هذا الباب و أنشد للطّرمّاح:
أسرناهم
و أنعمنا عليهم
و
أسقينا دماءهم الترابا
فما
صبروا لبأس عند حرب
و
لا أدّوا لحسن يد ثوابا
فقدّم ذكر
الأنعام على المأسورين و أخّر ذكر القتل في البيت الأول و أتى في البيت الثاني
بعكس الترتيب و ذلك أنّه قدّم ذكر الصبر عند بأس الحرب و أخّر ذكر الثواب على حسن
اليد، اللهم إلا أن يريد بقوله: «فما صبروا لبأس عند حرب» القوم المأسورين إذ لم
يقاتلوا