responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها نویسنده : احمد مطلوب    جلد : 1  صفحه : 595

إني لمن معشر أفنى أوائلهم‌

قيل الكماة: ألا أين المحامونا؟

و القيل لمن يفن، و إنّما الذي أفنى هو الشجعان.

المجاز الإفراديّ:

هو أحد أنواع المجاز اللغويّ. و هو المجاز المرسل الذي تكون علاقته بين ما استعمل فيه و ما وضع له ملابسة غير التشبيه. و قد سمّاه ابن الزملكاني و الزركشي «المجاز الإفرادي» [1] و سمّاه السّيوطي «المجاز في المفرد» و قال: «و يسمّى المجاز اللغويّ» [2].

يكون المجاز اللغويّ في نقل الألفاظ من حقائقها اللغوية الى معان أخرى بينها صلة و مناسبة و قد يسمّى المجاز المفرد. و قد قسّمه القزويني الى مرسل و استعارة لأنّ العلاقة المصحّحة إن كانت تشبيه معناه بما هو موضوع له فهو استعارة و إلّا فهو مجاز مرسل. و عرّف المرسل بقوله: «هو ما كانت العلاقة بين ما استعمل فيه و ما وضع له ملابسة غير التشبيه» [3]. و سمّي هذا النوع مرسلا؛ لأنّ الإرسال في اللغة الإطلاق، و المجاز الاستعاري مقيّد بادّعاء أنّ المشبّه من جنس المشبّه به و المرسل مطلق من هذا القيد. و قيل: إنما سمي مرسلا لإرساله عن التقييد بعلاقة مخصوصة بل ردّد بين علاقات بخلاف المجاز الاستعاري فإنّه بعلاقة واحدة و هي المشابهة [4].

و لم نجد أحدا أطلق اسم «المجاز المرسل» على هذا النوع قبل السّكّاكي‌ [5] و كان القدماء قد ذكروا أنواعه و لم يسمّوه، و منهم الفرّاء الذي قال في قوله تعالى: فَلْيَدْعُ نادِيَهُ‌ [6]: «و العرب تقول: النادي يشهدون عليك و المجلس، يجعلون النادي و المجلس و المشهد و الشاهد- القوم قوم الرجل» [7]. و أشار الآمدي الى السببية و المجاورة و هي من علاقات المرسل كقولهم للمطر: «سماء» و قولهم: «ما زلنا نطأ السماء حتى أتيناكم». قال الشاعر:

إذا سقط السّماء بأرض قوم‌

رعيناه و إن كانوا غضابا

أراد: إذا سقط المطر رعيناه أي: رعينا النبت الذي يكون عنه، و لهذا سمّي النبت ندى لأنّه عن الندى يكون. و قالوا: «ما به طرق» أي ما به قوة، و الطرق:

الشحم، فوضعوه موضع القوة؛ لأنّ القوة عنه تكون.

و قولهم للمزادة «راوية» و إنّما الراوية البعير الذي يسقى عليه الماء فسمّي الوعاء الذي يحمله باسمه. و من ذلك «الحفض» متاع البيت فسمي البعير الذي يحمله حفضا [8]. و هذه أنواع المجاز المرسل الذي تحدث عنه المتأخرون.

و قال ابن جني عن البيت:

ذر الآكلين الماء ظلما فما أرى‌

ينالون خيرا بعد أكلهم الماءا

«فكأنه من باب الاكتفاء بالسبب عن المسبب، يريد قوما كانوا يبيعون الماء فيشترون بثمنه ما يأكلونه فاكتفى بذكر الماء الذي هو سبب المأكول من ذكر المأكول» [9].

و قسّم الإمام الغزالي المجاز الى أربعة عشر نوعا و معظمها يدخل في المجاز المرسل و ذكر ابن الأثير أنّها ترجع الى التوسّع و التشبيه و الاستعارة [10]. و تكلّم‌


[1] البرهان الكاشف ص 102، البرهان في علوم القرآن ج 2 ص 258.

[2] معترك ج 1 ص 248.

[3] الايضاح ص 270، التلخيص ص 295.

[4] حاشية الدسوقي ج 4 ص 29.

[5] مفتاح العلوم ص 195- 196.

[6] العلق 17.

[7] معاني القرآن ج 3 ص 279، و ينظر جمهرة أشعار العرب ص 18.

[8] الموازنة ج 1 ص 34.

[9] الخصائص ج 1 ص 152.

[10] المثل السائر ج 1 ص 368 و ما بعدها.

نام کتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها نویسنده : احمد مطلوب    جلد : 1  صفحه : 595
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست