responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها نویسنده : احمد مطلوب    جلد : 1  صفحه : 588

المثل و التشبيه» [1]. و قال عن قوله تعالى: وَ لا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى‌ عُنُقِكَ‌ [2]: «لا تمسك عما ينبغي لك أن تبذل من الحق، و هو مثل و تشبيه» [3].

و يتضح في كلام الفرّاء و أبي عبيدة أنّ المثل قد يراد به المثل بمعناه العام أو يراد به التشبيه و ما يتصل به من تمثيل، و قد استعمل الجاحظ «المثل» بمعنى الاستعارة فقال و هو يتحدّث عن قول الشاعر:

هم ساعد الدهر الذي يتقى به‌

و ما خير كفّ لا تنوء بساعد

«قوله: «هم ساعد الدهر» إنما هو مثل، و هذا الذي تسميه الرواة البديع» [4] و «ساعد الدهر» في البيت استعارة أو تشبيه بليغ، و معنى ذلك أنّ الجاحظ اقترب في هذا المصطلح من السابقين. و قد يقرن احيانا بين المثل و الاشتقاق و التشبيه‌ [5] أي أن «المثل» ظلّ مرتبطا بالتشبيه و ما يتصل به من استعارة أو تمثيل. و قال المبرّد بعد قول الشاعر:

تقول وصكّت صدرها بيمينها

أبعلي هذا بالرحى المتقاعس‌

«قوله: «المتقاعس» إنما هو الذي يخرج صدره و يدخل ظهره. و يقال: «عزة قعساء» و انما هذا مثل، اي: لا تضع ظهرها على الارض» [6]. و هذا قريب من كلام السابقين.

و ربط الرازي المثل بالتشبيه و قال: «المثل تشبيه سائر و تفسير السائر أن يكثر استعماله على معنى أنّ الثاني بمنزلة الاول. و الأمثال لا تغير لأنّ ذكرها على تقدير أن يقال في الواقعة المعينة إنّها بمنزلة من قيل له هذا القول. فالأمثال كلها حكايات لا تغير» [7] و المثل عند القزويني و شرّاح التلخيص هو التمثيل على سبيل الاستعارة و قد يسمّى التمثيل مطلقا. قال: «و متى فشا استعماله كذلك سمّي مثلا و لذلك لا تغيّر الأمثال» [8].

المثل السائر:

قال ابن رشيق: «المثل السائر في كلام العرب كثير نظما و نثرا، و أفضله أوجزه و أحكمه أصدقه» [9]. و قد تقدّم في «إرسال المثل» و «إرسال المثلين» كثير من الأمثال السائرة.

مجاراة الخصم:

مجاراة الخصم من المصطلحات التي عرفت في علم الجدل، و قد قال السّيوطي «و منها مجاراة الخصم ليعثر بأن يسلّم بعض مقدّماته حيث يراد تبكيته و إلزامه» [10] كقوله تعالى: إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونا عَمَّا كانَ يَعْبُدُ آباؤُنا فَأْتُونا بِسُلْطانٍ مُبِينٍ. قالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَ لكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلى‌ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ ما كانَ لَنا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَ عَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ‌ [11]. فقوله: إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ‌ فيه اعتراف الرسول بكونهم مقصورين على البشرية فكأنهم سلموا انتفاء الرسالة عنهم، و ليس مرادا بل هو مجاراة الخصم ليعثر، فكأنهم قالوا: ما ادعيتم من كوننا بشرا حق لا ننكره و لكن هذا لا ينافي أن يمن اللّه علينا بالرسالة.


[1] مجاز القرآن ج 1 ص 359.

[2] الاسراء 29.

[3] مجاز القرآن ج 1 ص 375.

[4] البيان ج 4 ص 55.

[5] الحيوان ج 5 ص 23 و ما بعدها.

[6] الكامل ج 1 ص 35.

[7] نهاية الايجاز ص 81، و ينظر الايضاح في شرح مقامات الحريري ص 25.

[8] الايضاح ص 307، التلخيص ص 324، شروح التلخيص ج 4 ص 147، المطول ص 380، الاطول ج 2 ص 146.

[9] العمدة ج 1 ص 280، و ينظر المنصف ص 49، كفاية الطالب ص 162.

[10] معترك ج 1 ص 463.

[11] ابراهيم 10- 11.

نام کتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها نویسنده : احمد مطلوب    جلد : 1  صفحه : 588
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست