أي هل هم مقيمون كعود المرخ أو قد
حطّوا للرحلة كانسطاح العشر أو قد ارتحلوا فالقلب في إثرهم منحدر.
و قال ثعلب: «و من لطف المعنى كل ما يدلّ على الايماء الذي يقوم مقام التصريح لمن
يحسن فهمه و استنباطه»[5] كقول امرىء القيس:
و
خليل قد أقارقه
ثم
لا أبكي على أثره
و قول مهلهل بن ابي ربيعة:
يبكى
علينا و لا نبكي على أحد
لنحن
أغلظ أكبادا من الإبل
و قول جرير:
و
إنّي لا ستحيي أخي أن أرى له
عليّ
من الفضل الذي لا يرى ليا
و قول عروة بن الورد:
أقسّم
جسمي في جسوم كثيرة
و
أحسو قراح الماء و الماء بارد
و قول نصيب في سليمان بن عبد
الملك:
فعاجوا
فأثنوا بالذي أنت أهله
و
لو سكتوا أثنت عليه الحقائب
اللّغز:
ألغز الكلام و ألغز فيه: عمّى
مراده و أضمره على خلاف ما أظهره، و اللّغز: ما ألغز من كلام فشبّه معناه، و
اللغز: الكلام الملبّس[6].
و قد عقد الجاحظ بابا في «اللغز في الجواب»[7] و ذكر عدة أخبار منها: «قالوا: كان الحطيئة يرعى غنما له و في يده عصا فمّر به رجل فقال: يا راعي
الغنم ما عندك؟ قال: عجراء من سلم. يعني عصاه. قال: إنّي ضيف، فقال الحطيئة: «للضيفان أعددتها».
و ذكر بعض أشعار اللغز من ذلك أكل
أولاد العقرب بطن أمهم كما في قول بعضهم:
و
حاملة لا يكمل الدهر حملها
تموت
و يبقى حملها حين تعطب
و قال ابن وهب: «و أما اللغز فانّه من ألغز اليربوع و
لغز اذا حفر لنفسه مستقيما ثم أخذ يمنة و يسرة ليخبي بذلك على طالبه. و هو قول
استعمل فيه اللفظ المتشابه طلبا للمعاياة و المحاجة. و القائدة في ذلك في العلوم
الدنيوية رياضة الفكر في تصحيح المعاني و إخراجها من المناقضة و الفساد إلى معنى
الصواب و الحق و قدح
- الاقصى
القريب ص 116، الايضاح ص 399، التلخيص ص 406، شروح التلخيص ج 4 ص 463، المطول ص
458، الاطول ج 2 ص 237، الطراز ج 2 ص 397، الفوائد ص 234، معترك ج 1 ص 51، الاتقان
ج 2 ص 104، شرح عقود الجمان ص 155، نفحات ص 316.