و حذف جملة مسببة عن المذكور
كقوله:لِيُحِقَّ
الْحَقَّ وَ يُبْطِلَ الْباطِلَ[3] أي: فعل ما فعل.
و منه حذف جمل كثيرة كقوله تعالى:
فَأَرْسِلُونِ. يُوسُفُ
أَيُّهَا الصِّدِّيقُ[4] أي: فأرسلوني الى يوسف لأستبصره
الرؤيا ففعلوا فأتاه فقال له: يا يوسف. و هذا هو ايجاز الحذف الذي تكلم عليه
البلاغيون و لكنّ السيوطي[5] وضع له مصطلحا و سماه «الاختزال» و فصّل القول فيه تفصيلا، و جاء بأمثلة من كتاب اللّه وحده.
و الاختزال عند السجلماسي أحد
أنواع المفاضلة و هو «قول مركب من أجزاء فيه مشتملة بجملتها
على مضمون تنقص عنه بطرح جزء منها شأنه أن يصرح به»[6]، و هو نوعان «الاصطلام» و «الحذف».
الاختصار:
الاختصار هو الايجاز، و قد قال عنه
عياش بن صحار هو «اللمحة الدالة» حينما سأله معاوية: «ما أقرب الاختصار»[7]؟ و هذا الاسلوب من أبرز أساليب العرب، فقد اهتموا بالعبارة الموجزة و
الكلام المختصر ليسهل حفظه و يكون تأثيره في النفوس عظيما. و قد حدّد البلاغيون و
النقاد أسلوب التعبير تبعا للموضوع فقال ابن منقذ و هو يتحدث عن الاسهاب و الاطناب
و الاختصار و الاقتصار: «اعلم أنّ كل واحد من هذه الأقسام له موضع يأتي فيه فيحمد فان أتى في غيره
لم يحمد. فان كان في الترغيب و الترهيب و الاصطلاح بين العشائر و الاعتذار و
الانذار الى الأعداء و العساكر و ما أشبه ذلك فيستحب فيه التطويل و الشرح.
و قال السيوطي عن الاختصار: «الايجاز و الاختصار بمعنى واحد كما يؤخذ من
المفتاح و صرّح به الخطيبي. و قال بعضهم: الاختصار خاص بحذف الجمل فقط بخلاف الايجاز.
قال الشيخ بهاء الدين: و ليس بشيء»[10]. و ذلك لأنّ الايجاز عند البلاغيين
قد يكون بحذف الكلمة أو الجملة أو الجمل و هو ما سمّوه «ايجاز الحذف».
الاختصاص:
الاختصاص من اختص فلان بالأمر و
تخصص له إذا انفرد، و يقال: خصّصه و اختصه: أفرده به دون غيره[11].
و الاختصاص عند الاصوليين التخصيص،
و قد اختلفت فيه عبارات أهل العلم فقال بعضهم: «هو إخراج صورة من حكم كان يقتضيها الخطاب به لو لا التخصيص». و هو شبيه
بالنسخ من حيث اشتراكهما في اللبس و من حيث أنّ كل واحد منهما