و من جمع المختلفة و المؤتلفة ضرب
يأتي الشاعر فيه بأسماء مؤتلفة ثم يصفها بصفات مختلفة كقول الشاعر:
للّه
ليلتنا إذ صاحباي بها
بدر
و بدر سماويّ و أرضيّ
إنّ
الهوى و الهواء الطّلق معتدلا
هذا
و هذا ربيعيّ طبيعيّ
بتنا
جميعا و كلّ في السماع و في
شرب
المدام حجازيّ عراقيّ
أسقى
و أسقي نديما غاب ثالثنا
فالدّور
منا يمينيّ شماليّ
و من جمع المختلفة و المؤتلفة قول
العباس بن الأحنف:
وصالكم
صرم و حبّكم قلى
و
عطفكم صدّ و سلمكم حرب
فان الوصل و الحب و العطف و السلم
من المؤتلفة، و الصرم و القلى و الصد و الحرب من المختلفة.
و سمّاه السبكي بتسمية المصري و نقل
تعريفه[2]، و رجع الحموي الى مصطلح العسكري و قال: «هذا النوع- أعني جمع المؤتلف و المختلف- ذكر المؤلفون فيه أقوالا كثيرة
غير سديدة و مثلوه بأمثلة غير مطابقة، و لم يحرره و يطابقه بالامثلة اللائقة غير
الشيخ زكي الدين بن أبي الاصبع»[3] و ذكر تعريفه و أمثلته.
و فعل مثله السيوطي[4]، و قال المدني: «هذا النوع اختلفت فيه أقوال المؤلفين و عبّروا عنه بعبارات غير سديدة و
مثّلوا له بأمثلة غير مطابقة»[5] ثم ذكر تعريف المصري و أمثلته كما
فعل الحموي.
الجمع مع التّفريق:
أدخله السكاكي في المحسنات
المعنوية و قال:
«هو أن تدخل شيئين في معنى واحد و تفرق جهتي الادخال»[6]، كقوله:
قد
اسودّ كالمسك صدغا
و
قد طاب كالمسك خلقا
فانه شبّه الصدغ و الخلق بالمسك ثم
فرق بين وجهي المشابهة.
و ذكر ابن مالك مثل ذلك،[7] و ذكر
الحلبي و النويري بيتا غير السابق و هو قول الوطواط:
و قال القزويني «شبّه وجه الحبيب و قلب نفسه بالنار، و
فرّق بين وجهي المشابهة»[9]، و ذكر قوله تعالى:وَ جَعَلْنَا اللَّيْلَ
وَ النَّهارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ وَ جَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ
مُبْصِرَةً[10].
و تبع القزويني شراح التلخيص و السيوطي و المدني[11].