responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها نویسنده : احمد مطلوب    جلد : 1  صفحه : 424

أرى هجرها و القتل مثلين فاقصروا

ملامكم فالقتل أعفى و أيسر

فأوجب هذا الشاعر الهجر و القتل أنّهما مثلان ثم سلبهما ذلك بقوله: «إنّ القتل أعفى و أيسر» فكأنه قال: «إنّ القتل مثل الهجر و ليس هو مثله».

التّنبيه:

نبّهه و أنبهه من النوم فتنبّه و انتبه، و انتبه من نومه:

استيقظ، و التنبيه مثله. و نبّهه من الغفلة فانتبه و تنبّه:

أيقظه، و تنبّه على الأمر: شعر به و نبّهته على الشي:

وقّفته عليه فتنبه هو عليه‌ [1].

قال التبريزي: «هو أن يقول الشاعر بيتا يرسله إرسال غير متحرز من المنتقد عليه ثم يتنبّه على ذلك فيستدرك موضع الطعن عليه بما يصلحه و ربما كان ذلك في الشطر الأول من البيت فيتلافاه في الشطر الثاني و ربما كان في بيت فيتلافاه في الثاني» [2]، كقول بعضهم:

هو الذئب أو للذئب أو فى أمانة

و ما منهما إلا أزلّ خؤون‌

كأنه لما قال: «أو للذئب أو فى أمانة» تنبه على أنّ قائلا يقول له: و أية أمانة في الذئب؟ فقال مستدركا لخطئه:

«و ما منهما إلا أزلّ خؤون» فسلم له البيت.

و من ذلك:

إذا ما ظمئت الى ريقها

جعلت المدامة منه بديلا

و أين المدامة من ريقها

و لكن أعللّ قلبا عليلا

فنبّه بقوله: «و أين المدامة من ريقها» على قول القائل:

و هل تكون المدامة بدلا عن ريقها، فاستدرك عند ذلك بقوله: «و لكن أعللّ قلبا عليلا».

و بعد أن ذكر العلوي ما ذكره التبريزي و ابن الزملكاني قال: «و مما هو منسحب في أذيال التنبيه التتميم، و هو أن نأخذ في بيان معنى فيقع في نفسك أنّ السامع لم يتصوره على حدّ حقيقته و إيضاح معناه فتعود اليه مؤكدا له فيندرج تحت ما ذكرناه من خاصة التنبيه» [3]. و هذا كقول ابن الرومي:

آراؤكم و وجوهكم و سيوفكم‌

في الحادثات إذا دجون نجوم‌

منها معالم للهدى و مصابح‌

تجلو الدّجى و الأخريات رجوم‌

فقوله: «نجوم» ورد غير مشروح لأنّه يفهم منه ما ذكره من التفصيل في البيت الآخر فلهذا كان مبهما فلما شرح تقاسيم النجوم في البيت الثاني جاء متمما له و مكملا لمعناه. قال العلوي: «فلا جرم كان معنى التتميم فيه حاصلا و كان فيه التنبيه على ما ذكرناه فلهذا أوردناه على أثر التنبيه لما كان قريبا منه و ملتصقا به، فكان أحقّ بالايراد على أثره» [4].

التّندير:

ندر الشي‌ء يندر ندورا: سقط، و قيل: سقط و شذّ، و نوادر الكلام تندر و هي ما شذّ و خرج من الجمهور [5].

التندير من مبتدعات المصري، و قد قال في تعريفه: «هو أن يأتي المتكلم بنادرة حلوة أو مجنة مستطرفة، و هو يقع في الجدّ و الهزل» [6]. و من لطيف ما جاء منه في الجد و بديعه قوله تعالى: فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشى‌ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ‌ [7]. و أما ما جاء منه في الهزل‌


[1] اللسان (نبه).

[2] الوافي ص 298، و ينظر البيان ص 189، و ينظر الروض المريع ص 77، 88.

[3] الطراز ج 3 ص 88.

[4] الطراز ج 3 ص 89.

[5] اللسان (ندر).

[6] تحرير التحبير ص 571، بديع القرآن ص 285.

[7] الأحزاب 19.

نام کتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها نویسنده : احمد مطلوب    جلد : 1  صفحه : 424
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست