التكافؤ هو التضاد و التطبيق و
الطباق و المطابقة، و قد سمّاه كذلك قدامة و النحاس[3]، و قال المصري إنّ الطباق حينما
يأتي بلفظ المجاز يسمى تكافؤا، و ذكر الحموي مثل ذلك[4]. و قال ابن الأثير الحلبي: «أمّا التكافؤ فهو كالطباق في أنّه ذكر
الشيء و ضده لكن يشترط في التكافؤ أن يكون أحد الضدين حقيقة و الآخر مجازا، فبهذا
يحصل الفرق بينهما»[5]، كقول دعبل:
لا
تعجبي يا سلم من رجل
ضحك
المشيب برأسه فبكى
ف «ضحك المشيب» مجاز و «بكاء الرجل» حقيقة.
و قول بشار:
إذا
أيقظتك حروب العدى
فنبّه
لها عمرا ثمّ نم
فايقاظ الحروب مجاز و نوم الشخص
حقيقة.
و ذكر مثل ذلك السيوطي الذي قسّم
المطابقة أو الطباق الى حقيقي و مجازيّ و قال إنّ المجازي هو التكافؤ[6].
و قد تقدم الكلام على ذلك في
التضادّ.
التّكرار:
هو الإطناب بالتكرار، و قد تقدّم.
التّكرير:
كرّر الشيء: أعاده مرة بعد أخرى،
و كررت عليه الحديث: اذا ردّدته عليه[7].
قال ابن الأثير عن الإطناب: «و الذي يحدّه أن يقال: هو زيادة
اللفظ عن المعنى لفائدة، فهذا حدّه الذي يميزه عن التطويل، إذ التطويل هو: زيادة
اللفظ عن المعنى لغير فائدة، و أما التكرير فإنّه دلالة اللفظ على المعنى مرددا
كقولك لمن تستدعيه: «أسرع أسرع» فان المعنى مردد و اللفظ
واحد ... و اذا كان التكرير هو إيراد المعنى مرددا فمنه ما يأتي لفائدة و منه ما
يأتي لغير فائدة، فاما الذي يأتي لفائدة فانّه جزء من الإطناب و هو أخصّ منه فيقال
حينئذ: إنّ كل تكرير يأتي لفائدة فهو إطناب و ليس كل إطناب تكريرا يأتي لفائده. و
أما الذي يأتي من التكرير لغير فائدة فإنه جزء من التطويل و هو أخص منه فيقال
حينئذ: إنّ كل تكرير يأتي لغير فائدة تطويل و ليس كل تطويل تكريرا يأتي لغير فائدة[8]».