responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها نویسنده : احمد مطلوب    جلد : 1  صفحه : 321

المعلّمة [1].

و قد تحدث القرطاجني عن ذلك و قال: «إنّ الحذّاق من الشعراء المهتدين بطباعهم المسددة الى ضروب الهيئات التي يحسن بها موقع الكلام من النفس من جهة لفظ أو معنى أو نظم أسلوب، لما وجدوا النفوس تسأم التمادي على حال واحدة و تؤثر الانتقال من حال الى حال و وجدوها تستريح الى استئناف الأمر بعد الأمر و استجداد الشي‌ء بعد الشي‌ء و وجدوها تنفر من الشي‌ء الذي لم يتناه في الكثرة إذا أخذ مأخذا واحدا ساذجا و لم يتحيل فيما يستجد نشاط النفس لقبوله بتنويعه و الافتنان في أنحاء الاعتماد به و تسكن الى الشي‌ء و إن كان متناهيا في الكثرة إذا أخذ من شتى مآخذه التي من شأنها أن يخرج الكلام بها في معاريض مختلفة و احتيل فيما يستجد نشاط النفس لقبوله من تنويعه و الامتنان في أنحاء الاعتماد به اعتمدوا في القصائد أن يقسّموا الكلام فيها الى فصول ينحى بكل فصل منها منحى من المقاصد ليكون للنفس في قسمة الكلام الى تلك الفصول و الميل بالأقاويل فيها الى جهات شتى من المقاصد، فالراحة حاصلة بها لافتنان الكلام في شتى مذاهبه المعنوية و ضروب مبانيه النظمية و اعتنوا باستفتاحات الفصول و جهدوا في أن يهيؤوها بهيئات تحسن بها مواقعها من النفوس و توقظ نشاطها لتلقي ما يتبعها و يتصل بها، و صدّروها بالأقاويل الدالة على الهيئات التي من شأن النفوس أن تتهيأ بها عند الانفعالات و التأثرات لأمور سارّة أو فاجعة أو شاجية أو معجبة بحسب ما يليق بغرض الكلام من ذلك و قصدوا أن تكون تلك الأقاويل مبادئ كلام من جهة ما نحي بها من أنحاء الوضع أو محكوما لها بحكم المبادئ و أن وصلها بما قبلها واصل لكونها مستقلة بأنفسها من جهة الوضع الذي يخصّها فيكون استئناف الكلام على ذلك النحو وصوغه على تلك الهيئات مجددا لنشاط النفس و محسّنا لموقع الكلام منها.

و لما كان اعتماد ذلك في رؤوس الفصول و وجوهها أعلاما عليها و إعلاما بمغزى الشاعر فيها، و كان لفواتح الفصول بذلك بهاء و شهرة و ازديان حتى كأنها بذلك ذوات غرر، رأيت أن أسمي ذلك بالتسويم، و هو أن يعلّم على الشي‌ء و تجعل له سيما يتميز بها. و قد كثر استعمال ذلك في الوجوه كالغرر، كما قال ابن الرومي:

سما سموة نحو السّماء بغرّة

مسوّمة قدما بسيما سجودها

فلذلك كان هذا اللقب لائقا بما وضع عليه، و ايضا فانّا سمينا تحلية أعقاب الفصول بالأبيات الحكمية و الاستدلالية بالتحجيل ليكون اقتران صنعة رأس الفصل و صنعة عجزه نحوا من اقتران الغرة بالتحجيل في الفرس.

فاذا اطّرد للشاعر أن تكون فواتح فصوله على هذه الصفة و استوسق له الإبداع في وضع مباديها على أحسن ما يمكن من ذلك صارت القصيدة كأنّها عقد مفصّل، و تألقت لها بذلك غرر و أوضاح و كان اعتماد ذلك فيها أدعى الى ولوع النفس بها و ارتسامها في الخواطر لامتياز كل فصل منها بصورة تخصّه» [2].

التّشابه:

تشابه الشيئان و اشتبها: أشبه كلّ واحد منهما صاحبه‌ [3].

التّشابه: أن يتساوى الطّرفان المشبّه و المشبّه به في جهة التشبيه فيترك التشبيه الى التشابه ليكون كل واحد من الطرفين مشبّها و مشبّها به تفاديا من ترجيح أحد


[1] اللسان (سوم).

[2] منهاج البلغاء ص 295 و ما بعدها.

[3] اللسان (شبه).

نام کتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها نویسنده : احمد مطلوب    جلد : 1  صفحه : 321
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست